قرأت مقال "في ذكرى المثقف النموذج"، لكاتبه الدكتور حسن حنفي، وقد تناول فيه بعض فضائل الراحل محمود أمين العالم، الفكرية والأخلاقية، وقال عنه كلاماً جميلا يستحقه ويلائم منزلته وقيمة عطائه الثقافي الغزير ومواقفه الشجاعة، وبذلك يكون الدكتور حنفي قد وفّى واجب الزمالة والصحبة الفكرية الطويلة، مع الراحل، حقها. لقد عرفتهما معاً منذ كنت طالباً في قسم الفلسفة بجامعة القاهرة أواخر ثمانينيات القرن الماضي، وعرفت العالم وهو "فتى" عالم في عمر الثمانين، يرتاد حلبات الثقافة والفكر، متفاعلا مع جيلنا أخذاً وعطاءً، وكم أدهشني تفاؤله وحماسه المتدفق، فقد كان "الشاب" الحكيم المندفع، بثقة وفرح، وكان صاحب الإرادة المتفائلة والعقل المتشائم... إنه بالفعل كان "المثقف النموذج". جمال السيد -القاهرة