تؤكّد دولة الإمارات العربية المتحدة، من خلال معرض ومؤتمر الدفاع الدولي "آيدكس"، الذي افتتح صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة -حفظه الله- دورته التاسعة "آيدكس 2009"، أمس الأحد، أنها قد أصبحت رائدة في صناعة المعارض في الخليج والشرق الأوسط والعالم، وغدت قادرة على تنظيم الفعاليات الدولية الكبرى بكفاءة عالية اكتسبتها على مدى سنوات طويلة من الانخراط في هذه الصناعة والإلمام بقواعدها. وتنطوي المشاركة الدولية الواسعة في المعرض هذا العام، على ثقة كبيرة في دولة الإمارات واقتصادها وإمكاناتها المميزة كمركز عالمي للمعارض، حيث تشارك في "آيدكس 2009" 897 شركة من 50 دولة، عربية وأجنبية، وتحضره عشرات الشخصيات الدولية المهمّة في المجال العسكري من وزراء دفاع ورؤساء أركان إضافة إلى العديد من القيادات العسكرية في مختلف التخصّصات. إن التطوّر الذي وصل إليه معرض "آيدكس" في دورته التاسعة هذا العام، سواء من حيث مساحة العرض أو مستوى المشاركة وعدد الشركات والدول الممثّلة فيه، يشير إلى أن الإمارات تسير في خططها التطويرية التنموية، التي تقع صناعة المعارض في موقع مميز فيها، إلى الأمام بخطى ثابتة وواثقة، على الرغم من الآثار السلبية لـ "الأزمة المالية والاقتصادية العالمية"، وهذا يحمل دلالة مهمّة مفادها أن الدولة قادرة على التكيّف مع آثار هذه الأزمة ولديها إمكانات مواجهتها على المستويات كافة، وأنها لم تستطع أن تنال من طموحاتها التنموية الكبيرة أو تعوقها، وفي ذلك رسالة اقتصادية مهمّة مفادها أن الإمارات ما زالت بؤرة التطوّر والتنمية ومحطّ الأنظار في منطقة الشرق الأوسط والعالم من خلال قدرتها على الاضطلاع بأكبر وأهم الفعاليات العالمية. إن اهتمام دولة الإمارات العربية المتحدة بصناعة المعارض، لا يأتي من فراغ، وإنما ضمن رؤية اقتصادية عميقة تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وتنشيط الاقتصاد، لما تؤدي إليه المعارض من دعم للسياحة بشكل كبير وإتاحة الفرصة للمؤسسات والشركات الدولية الكبرى لتعرّف الدولة وإمكاناتها وفرص الاستثمار والعمل فيها بما يسهم في تعميق انفتاحها على العالم ووضعها في بؤرة اهتمامه. في هذا الإطار تحقق المعارض جدوى اقتصادية كبيرة في الدولة تجد التعبير عنها في ارتفاع مساهمة المصادر غير البترولية في الدخل القومي. وقد حرصت الإمارات، في إطار اهتمامها بصناعة المعارض، على توفير كل إمكانات النجاح والتفوّق فيها، من بنية تحتية وكوادر بشرية وغيرها من التسهيلات الأخرى التي جعلتها مركزاً جاذباً للمعارض الكبرى، حتّى إن الإحصاءات تؤكّد أنها تستأثر بالجانب الأكبر من المعارض في منطقة الخليج العربي، سواء من حيث مساحتها أو أعدادها. لقد أكّد الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلّحة، أن معرض "آيدكس" قد أصبح واحداً من أهم المعارض الدفاعية العالمية وأبرزها، وأن جدواه الاقتصادية والعلمية والمعرفية أضحت ملموسة ومتعدّدة الأبعاد على مختلف بلدان المنطقة والعالم. وهذا مثلما يمثّل عامل دعم للإمارات وتعزيزا للثقة الدولية فيها، فإنه يرتّب عليها مسؤوليات كبيرة، تشير الدورة التاسعة لمعرض "آيدكس" إلى أن لديها القدرة الكافية للقيام بها. ـــــــــــــــــــــــــــــــ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.