ليسمح لي الكاتب يوسف الصمعان إذا قلت له إنني أختلف تماماً مع ما قد يفهم في مقاله: "الديني والسياسي في الإعجاز العلمي بالقرآن" على أنه اعتقاد راسخ بأولوية العلم والمنهج التجريبي طريقاً للمعرفة مقارنة بما سواهما من وسائل. والحقيقة أن للعلم الإنساني حدوداً لا ينبغي أن يتجاوزها، تماماً كما أن للمنهج التجريبي القائم على الملاحظة الحسية والاستقراء من نقاط الضعف المنهجي والمعرفي ما يجعله مجرد وسيلة محدودة، ضمن وسائل أخرى عديدة، لتحصيل المعرفة. ثم إن أية معرفة علمية تبقى مؤقتة، حتى يثبت عكسها تماماً كما وقع مع نظرية نيوتن حين ظهرت نظرية أينشتاين مثلاً. هذا إضافة إلى أن للمعرفة وسائط أخرى غير الحس والتجربة، من ضمنها القياس العقلي والحدس والإلهام وسوى ذلك. ومثل هذه الوسائل الأخيرة هي التي تبدو مناسبة للاستدعاء عندما يتعلق الأمر بحديث الإعجاز. جمعة الزهراني - جدة