حتى لو سلمنا مع الكاتب السيد يسين فيما ذكره في مطلع مقاله: "الانحراف الشخصي وتزييف الوعي السياسي" بإمكانية تشبيه المجتمع بالكائن العضوي من حيث إمكانية وقوعه طريح الفراش مريضاً، إلا أن ذلك لا ينبغي أن ينسينا أن للمسألة بعداً مجازياً لا يخلو من مبالغة أحياناً. وتزداد مجازية وخيال هذا التشبيه في حالة الحكم على حالة مجتمعنا العربي المعاصر بأنها حالة باثولوجية مرَضية، كما ذهب إلى ذلك المقال، بل إن حالة مجتمعنا حالة عادية، حتى لو كان يعرف بعض التجاذبات أو يعمل لتحقيق بعض الآمال العصية منذ عدة عقود أو قرون. ولو قارنا مصاعب المجتمع العربي الحالية مع مصاعب مجتمعات صاعدة أخرى لوجدنا الكثير من أوجه الشبه، ما يعني أن حالتنا ليست فريدة، بل هي طبيعية وتمر بها المجتمعات المشابهة في فترات التحولات والاحتقانات والتجاذبات التاريخية الكبرى. جلال حسن - أبوظبي