كندا تستقبل أوباما بالهواجس... وفنزويلا تدخل عهد "الزعيم مدى الحياة"! العلاقات بين كندا والولايات المتحدة، وكسب هوجو شافيز لاستفتاء يرفع القيود القانونية على ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة، وزيارة هيلاري كلينتون إلى اليابان، وذكرى مرور مائتي سنة على ميلاد أبراهام لنكولن... موضوعات أربعة نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة في الصحافة الدولية. كندا وزيارة أوباما: صحيفة "تورونتو ستار" أفردت افتتاحية للفت الانتباه إلى بعض المواضيع التي تعكر صفو العلاقات الأميركية- الكندية، في ضوء الزيارة التي قام بها الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى كندا أمس الخميس، والتي تعد أول زيارة له إلى الخارج بعد تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة. وفي هذا الإطار قالت الصحيفة إن زيارة أوباما إلى "أوتاوا" مناسبة للاحتفاء بصداقة طويلة وقديمة، وفرصة لاختبار رسالة سيعمل أوباما على نقلها قريباً إلى بقية العالم ومؤداها أن "أميركا ليست هي المشكلة"، وترسيخ تقليد غير رسمي متمثل في اختيار بعض من أنجح الرؤساء الأميركيين لكندا لتكون أول بلد يزورونه بعد توليهم الرئاسة من أمثال جون كينيدي ورونالد ريجان وبيل كلينتون وجورج بوش الأب. غير أنه على رغم عمق العلاقات المتميزة التي تجمع البلدين الجارين، إلا أن الصحيفة رأت أن على رئيس الوزراء الكندي ستيفان هاربر أن يوضح لضيفه أن "كندا أيضاً ليست هي المشكلة"، وأن الكنديين لا يتوقعون من الولايات المتحدة أن تستهدف بلدهم أثناء تعاطيها مع موضوعي الأزمة الاقتصادية والإرهاب. وفي هذا الإطار قالت الصحيفة إن تضمن حزمة الإنقاذ المالي الضخمة التي وقعها أوباما لبند ينص على "شراء المنتوجات الأميركية" اعتُبر في كندا عملاً غير ودي من قبل المشرِّعين الأميركيين الذين لا يكترثون لدواعي قلق شريكهم التجاري الأكبر، محذرة من أنه إذا أضرت التدابير الأميركية بصادرات الفولاذ الكندية، فإن الضغوط في كندا ستتزايد من أجل صياغة رد مماثل وقوانين تحث على شراء المنتوجات الكندية أيضاً، مما سيكلف الأميركيين وظائفهم. أما بخصوص موضوع الإرهاب، فتقول الصحيفة إن هوس واشنطن بأمن الحدود أعاق التجارة بين البلدين وتسبب في فقدان الوظائف في كلا البلدين نتيجة تراجع السياحة وارتفاع تكاليف الشحن، مضيفة أن الكنديين باتوا يرون أن تشديد الإجراءات الأمنية على الحدود لن يتوقف، وأن الكونجرس الأميركي لن يهدأ له بال حتى يكون هناك سياج كهربائي يمتد لمسافة 8891 كيلومتراً بين البلدين. "ديكتاتور تحت التدريب": تحت هذا العنوان نشرن صحيفة "ذا أستراليان" الأسترالية افتتاحية خصصتها للتعليق على كسب الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز لاستفتاء حول تعديل الدستور يرفع القيود القانونية على عدد المرات التي يجوز فيها لرئيس الدولة أن يترشح لمنصب الرئاسة، نجاح عزت أسبابه لما وصفته بمزيج من "البروباجندا" التي تروج لها وسائل الإعلام المملوكة للدولة، وقمع المعارضة، والدعم الشعبي، مشيرة في هذا الصدد إلى أن معدل التأييد الشعبي لشافيز يناهز 55 في المئة. من جهة أخرى، أشارت الصحيفة إلى أنه فور ظهور نتائج الاستفتاء أعلن شافيز اعتزامه الترشح للانتخابات المقبلة المقررة في 2013، وهو ما يشي في رأيها بأن شافيز عاقد العزم على تقوية سلطته قبل أن تبدأ الأوقات العصيبة. وحسب الصحيفة، فإن شعبيته إنما تعزى إلى سياساته الشعبوية مثل تأميم الشركات الكبرى والتنديد بالولايات المتحدة وزيادة المعاشات، ولكنها لفتت إلى أن "اشتراكية القرن الحادي والعشرين" لا تنجح إلا إذا كان الاقتصاد قوياً، وهو ما لن يدوم طويلًا، كما تتوقع، حيث بدأت تلوح مؤشرات على أن شافيز بدأ ينفد منه المال بسبب تراجع أسعار النفط وانخفاض الإنتاج علاوة على ارتفاع التضخم، لتخلص إلى أنه منهمك في بناء آلة ستجعل من هزيمته في الانتخابات المقبلة أمراً في غاية الصعوبة -إن هو شعر بالحاجة إلى تنظيمها أصلاً، كما تقول. هيلاري تزور اليابان: صحيفة "ذا جابان تايمز" اليابانية علقت ضمن افتتاحية عددها لأمس الخميس على الزيارة التي قامت بها وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إلى اليابان يوم الثلاثاء في إطار جولة آسيوية شملت كذلك كوريا الجنوبية وإندونيسيا. وتعد المحطة اليابانية أول محطة خارجية لهيلاري بعد توليها رئاسة الدبلوماسية الأميركية، وذلك، من أجل طمأنة طوكيو بأن الولايات المتحدة لا تعطي الأولوية لعلاقاتها مع الصين، وأن واشنطن تنظر إلى العلاقات الأميركية اليابانية كجزء من استراتيجيتها الكبيرة تجاه منطقة آسيا -المحيط الهادي. غير أن الصحيفة شددت على ضرورة أن تدرس طوكيو جيداً استراتيجية الإدارة الأميركية الجديدة، مشيرة إلى احتمال أن تطلب واشنطن من اليابان مساهمة أكبر ضمن جهود إرساء الاستقرار في أفغانستان وباكستان، ومشددة على أهمية أن تُعد اليابان مقاربات بخصوص هذا الموضوع بناءً على مبادئها ومصالحها، وأن تقدمها للولايات المتحدة قبل أن تطلب منها هذه الأخيرة أي شيء. أما بخصوص موضوع كوريا الشمالية، فقالت الصحيفة إن كلينتون ونظيرها الياباني هيروفومي ناكاسون اتفقا على ضرورة أن يكثف البلدان جهودهما لـ"تأمين تفكيك تام وقابل للتحقق لبرنامج كوريا الشمالية النووي" عبر المحادثات السداسية. كما أشارت إلى توقيع الجانبين بالمناسبة ذاتها لاتفاق جديد تقوم بموجبه الحكومة اليابانية بمساهمات مباشرة تصل إلى 2.8 مليار دولار لنقل نحو 8000 جندي أميركي وأسرهم من "أوكيناوا" إلى "جوام". ذكرى لينكولن: صحيفة "ذا هيندو" الهندية استدعت في افتتاحية لها ذكرى مرور مائتي سنة على ميلاد الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة أبراهام لينكولن، الرئيس الذي ألغى نظام الرق في الولايات المتحدة واندلعت أثناء ولايته الحرب الأهلية بين شمال مؤيد وجنوب معارض، حيث انشقت إحدى عشرة ولاية جنوبية رفضت إنهاء العبودية عن الاتحاد بموجب التعديل العاشر من دستور الولايات المتحدة في 1860 و1861. ولكن هجومها في 1861 على قاعدة "فورت سامتر" في شالستون بولاية كارولينا الجنوبية أعطى لينكولن سبباً قوياً لدخول ما بات يعرف لاحقاً بالحرب الأهلية، ثم منح فوز الاتحاد لينكولن فرصة إنهاء العبودية. واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن لينكولن سيظل محط تقدير واحترام، داخل الولايات المتحدة وخارجها، لقيادته المعركة ضد العبودية. إعداد: محمد وقيف