عقبة أوروبية أمام كوسوفو... والاستقرار أفضل علاج لقراصنة الصومال مصاعب أمام دور أوباما في الحل السلمي للنزاع الإسرائيلي- الفلسطيني، وعقبة كوسوفو الأوروبية، والحكومة الباكستانية وضرورة مكافحة الإرهاب، والطريقة المثلى لمكافحة القرصنة في الساحل الصومالي...قضايا نعرض لها ضمن قراءة موجزة في الصحافة البريطانية. أوباما وإسرائيل: في افتتاحية عددها الأخير، قالت مجلة "ذي إيكونومست" إن أوباما رفض لأسباب تخصه نصيحة الكثيرين له بالجهر بسياسات إدارته إزاء النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني قبل توجه الناخبين الإسرائيليين إلى صناديق الاقتراع يوم الثلاثاء قبل الماضي. ووصفت ذلك القرار بالمؤسف. فالإسرائيليون يختلفون في أمور كثيرة جداً مع بعضهم البعض، إلا إنهم يتفقون على أهمية اختيار رئيس وزراء يحظى بالقبول لدى واشنطن. ففيما لو أكد أوباما قبل الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة عزمه على رؤية انسحاب إسرائيلي أكبر من الجزء المتبقي من أراضي الضفة الغربية، والإعلان عن قيام دولة فلسطينية مستقلة في القطاع، ربما حث ذلك التأكيد الناخبين على الإدلاء بأصواتهم لصالح تسيبي ليفني، زعيمة حزب "كاديما". وعلى رغم أن العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، كشف عن الوجه "الصقوري" وليس "الحمائمي" لليفني، فذلك لا ينفي حقيقة إيمانها بضرورة بل وأهمية الإسراع في التفاوض السلمي مع الفلسطينيين، بغية التوصل إلى تسوية شاملة للنزاع. ولكن الذي حدث هو تفوق ليفني بمقعد واحد فحسب في "الكنيست" على منافسها "اليميني" المتطرف بنيامين نتانياهو وحزبه الليكود. ولا يزال الرئيس شيمون بيريز يواجه مأزق اختيار من سيكلفه بتشكيل الحكومة الجديدة، رغم وجود مؤشرات على ترجيح اختياره لليفني. وحتى في حال تحقق هذا الاحتمال، وقيادة ليفني لحكومة ائتلافية جديدة، فلن يكون الطريق إلى السلام والتفاوض السلمي مع الفلسطينيين سهلاً ولا مستقيماً. فليست مصاعب وتعقيدات السياسة الإسرائيلية وحدها تمثل العقبة الرئيسية في هذا الطريق، إنما يضاف إليها انقسام الصف الفلسطيني نفسه بين "فتح" و"حماس" في قطاع غزة. إما إذا ما كلف نتانياهو بتشكيل الحكومة الجديدة، فعندئذ سوف يكون الطريق إلى السلام أكثر صعوبة بما لا يقاس، بسبب موقف نتانياهو المبدئي المعارض لفكرة التفاوض والحل السلمي للنزاع. وعندها سوف تطالب إدارة أوباما ببذل جهد أكبر في الضغط على نتانياهو بهدف إرغامه على تغيير سياساته. عقبة كوسوفو الأوروبية: رغم مضي عام كامل على الإعلان الأحادي عن استقلال كوسوفو عن صربيا، لا تزال أوروبا على انقسامها حول انضمام كوسوفو إلى الاتحاد الأوروبي. والسبب هو اعتراض خمس من دول الاتحاد على ضم كوسوفو إلى عضوية الاتحاد. إلى ذلك تضاف مساعي صربيا وإثارتها لاستقلال كوسوفو في محكمة العدل الدولية. ومن دون إعادة التفاوض مرة أخرى حول وضعية كوسوفو في الاتحاد، من المتوقع أن تظل عضوية كوسوفو الأوروبية عالقة لوقت ليس بالقريب. كما يرجح أن تتمسك إسبانيا وسلوفاكيا واليونان ورومانيا وقبرص برفضها الاعتراف باستقلال كوسوفو. وعلى رغم توصل الاتحاد الأوروبي لاتفاق مؤخراً حول ضرورة تغيير موقفه من الاعتراف بكوسوفو، فإن كل واحدة من الدول الخمس كررت حججها المعارضة السابقة. وإلى جانب الحجج الفردية، قال ممثلو الدول الخمس في الأمم المتحدة إن غالبية الدول الأعضاء في المنظمة الدولية ترفض الاعتراف باستقلال كوسوفو. البراجماتية ضد التطرف الباكستاني: في افتتاحيتها لأمس الأول، علقت صحيفة "التايمز" على اعتراض يوسف رضا جيلاني، رئيس الوزراء الباكستاني على عمليات القصف الجوي التي تنفذها القوات الأميركية ولا تزال مستمرة حتى بعد وصول إدارة أوباما إلى البيت الأبيض، بقولها إن هذه العمليات أثبتت فعاليتها في مكافحة تنظيم "القاعدة" وملاحقة وقتل قادته ومقاتليه والحد من نشاطه. بل قالت الافتتاحية إن الحكومة الباكستانية لا تزال تنكر حقيقة ضعفها في تقديمها التنازلات للمتطرفين، بما فيها تلك الصفقة التي عقدتها مع الزعيم الديني "صوفي محمد" الموالي لحركة "طالبان". وكانت إدارة أوباما قد وصفت تلك الصفقة بأنها تمثل تطوراً سلبياً في باكستان. وبموجبها تعهدت إسلام أباد بسحب جنودها من منطقة القبائل، مقابل وقف التصعيد. غير أن هذه الصفقة -من وجهة نظر الصحيفة- سوف تؤدي إلى تقوية شوكة الإرهابيين والمتطرفين، وتشجعهم على الإقدام على فرض قوانين أشد تطرفاً، بما فيها تحريم تعليم الفتيات. وذكرت الصحيفة أن حكومة الرئيس زرداري لا تزال عاجزة وتواصلُ سعيها لشراء الوقت. لكن إذا ما أرادت هذه الحكومة البقاء والاستمرار، فعليها إدراك أن مهادنة الإرهابيين لن تحقق لها هذا الهدف، وأن السبيل الوحيد هو دعمها للعمليات القتالية الدائرة حالياً ضد الإرهابيين. السيطرة على ساحل القراصنة: قالت صحيفة "ذي إندبندنت" في افتتاحيتها ليوم أمس إن القوات البحرية الدولية تواصل عملياتها ودورياتها في ساحل القراصنة الصومالي. وفي حين تعد هذه العمليات خطوة إيجابية، إلا إنها لا تمثل حلاً لمشكلة نشاط القرصنة، لأنها ليست سوى تصد لمظهر واحد من مظاهر مشكلة الصومال الأعمق، ألا وهي عدم الاستقرار السياسي. وإذا ما كان للمجتمع الدولي أن يسهم في استقرار الصومال وإحلال السلام فيه، فلا بد من ابتكار وسائل وآليات مختلفة في التصدي للمشكلة. وضمن هذه الحلول فإنه ليس كافياً نشر قوة بحرية دولية في سواحلها، إنما تزداد الحاجة إلى نشر قوة دولية لخفر السواحل هناك. إعداد: عبدالجبار عبدالله