طفرة في العلاقات الصينية- الأفريقية...و"شيزوفرينيا دبلوماسية" بين روسيا والغرب ----------- بكين تعزز علاقاتها بالقارة الأفريقية، وبوادر "شيزوفرينيا دبلوماسية" بين روسيا والغرب، ولا جدوى لانتقاد سياسة الصين النقدية، ومأساة الحرائق الأسترالية... موضوعات نعرض لها ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الدولية. ------------ العلاقات الصينية- الأفريقية: في باب الرأي، خصصت "تشينا ديلي" الصينية يوم الجمعة الماضي مقالين يرصدان تطور العلاقات الصينية- الأفريقية أولهما لـ"بابا خليليو"سفير السنغال في بكين والثاني كتبه "لي شاي" سفير الصين في داكار. "خليليو" يرى أن العون الصيني للسنغال في بداياته الأولى، ومع الوقت ستتضح طبيعة العلاقات بين البلدين اللذين بدأا علاقاتهما الثنائية منذ سنوات قليلة، وهي علاقات تسير في الاتجاه الصحيح. وعلى الطرفين استكشاف مجالات التعاون، وزيارة الرئيس الصيني الأخيرة للسنغال، تأتي في إطار تعزيز العلاقات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية بين البلدين. داكار وبكين دشنتا علاقاتهما الدبلوماسية في نوفمبر 2006 أثناء القمة الصينية- الأفريقية وذلك بعد الزيارة الأولى التي أجراها الرئيس السنغالي عبدالله واد إلى بكين في يونيو 2006. أما "لي شاي"، السفير الصيني في السنغال، فلفت الانتباه إلى أن الوجود الصيني في القارة الأفريقية كسر الاحتكار الغربي للتواجد هناك، الذي يخدم فقط المصالح الغربية، وفي الوقت ذاته يوفر فرصاً للتنمية في القارة السمراء. وبالنسبة للسنغال، فإنها تستضيف عشرات الشركات الصينية، ويعمل بها ما يزيد على 1600 عامل صيني. وأكبر شركة للصيد في السنغال، هي مشروع مشترك بين البلدين، كما أن شركات التقنية الصينية تساعد الحكومة السنغالية في تدشين شبكات للإنترنت. الصين تمول مشاريع في السنغال لبناء مسرح وطني وعدد من الاستادات والمجمعات الرياضية، وهي مشروعات تمتد في 11 منطقة داخل السنغال. وتساهم الصين في توفير فرص دراسية للنابغين من الطلبة السنغاليين، حيث توفر بكين 100 منحة دراسية لهم بالجامعات الصينية. وثمة مجالات أخرى للتعاون تشمل المشروعات الزراعية والعقارية. "شيزوفرينيا في السياسة الخارجية": هذا هو الاستنتاج الذي حاول "فلاديمير فرولوف" الوصول إليه في مقاله المنشور يوم أمس في "ذي موسكو تايمز" الروسية. الكاتب رصد فعاليات مؤتمر ميونخ للأمن مشيراً إلى أن روسيا صدرت عنها إشارات مشجعة ومربكة في آن معاً تجاه الولايات المتحدة وأوروبا. الكرملين تبنى مواقف مشجعة تجاه واشنطن خاصة في مجال ضبط التسلح، وذلك بعد ثماني سنوات من تجاهل واشنطن لهذا الملف. وتم استئناف التعاون الأمني بين موسكو و"الناتو" والذي تم تجميده بعد الحرب الروسية- الجورجية، واتفق الطرفان على نقل المؤن غير العسكرية لقوات الناتو في أفغانستان عبر الأراضي الروسية. لكن في الوقت نفسه لم تخف موسكو تأييدها لقرار قرغيزستان اغلاق قاعدة "ماناس" الجوية التي يستأجرها الإميركيون، مما يزيد من صعوبة مهام "الناتو" في أفغانستان، إضافة إلى أن روسيا أشارت إلى أنها ستنظر في دعمها لأية عمليات أميركية في إطار الحرب على الإرهاب...أليست هذه المواقف توجد حالة من الشيزوفرينيا الدبلوماسية؟ محورية الدور الاقتصادي للصين: في مقاله المنشور يوم أمس بـ"جابان تايمز" اليابانية، سلط "كيفين رافيرتي" الضوء على جولة هيلاري الآسيوية التي وصفها بالفرصة الذهبية لإثبات أن إدارة أوباما مستعدة لبذل قصارى جهدها للوقوف على أرض صلبة في العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة ودول آسيا، وهذا لا يتعلق باليابان بقدر ما يتعلق بالصين. فلدى وزيرة الخارجية الأميركية فرصة لتصحيح الانطباعات السيئة لدى الصينيين التي ظهرت بعد تصريحات تيموثي جايثنر، وزير الخزانة الأميركي، الذي اتهم الصين أثناء إحدى جلسات الاستماع في الكونجرس بالتلاعب في عملتها.وهو تصريح أثار تساؤلاً حول ما إذا كان أوباما استخدم وزارة الخزانة كلاعب سياسي، وإذا الأمر كذلك، فإن العالم سينتابه القلق تجاه درجة الحصافة التي سيتعامل بها أوباما مع الفوضى الاقتصادية والمالية. الصين رفضت اتهامات "جايثنر" ووجهت لوماً للغرب الذي اتهمته بالتسبب في الركود العالمي، وانتهاج سياسات اقتصادية خاطئة. وحسب الكاتب، ثمة تساؤل مؤداه: هل تصريحات "جايثنر" أمام الكونجرس تحمل رسالة استعراضية؟ بغض النظر عن الإجابة، فإن الاستعراض ليس هو الطريقة المثلى التي من خلالها يمكن للعالم الخروج من المرحلة الخطيرة من الفوضى الاقتصادية العالمية الراهنة. وكان من الأفضل لوزير الخزانة الأميركي القول إن الصين "تُدير" عملتها، كي يبدو تصريحه لطيفاً بالنسبة للصينيين. وربما كان على بكين القول إنه من الحماقة أن تزعزع الثقة بقيمة عملتها في هذه الآونة حيث التقلبات الشديدة في الأسواق. الكاتب يرى أن على واشنطن ألا تقذف العالم بالحجارة وهي تقيم في بيت زجاجي. الدولار الأميركي عملة تستخدم كاحتياطي نقدي للعالم، وأميركا القوية وحدها القادرة على تجاوز القواعد الاقتصادية لما لها من نفوذ داخل صندوق النقد الدولي. المشكلة تكمن في "اتفاق فوستين" بين الولايات المتحدة والصين، والذي تتمتع خلاله الصين بعملة رخيصة تمكنها من تصدير سلع رخيصة إلى بقية دول العالم مما يحرك عجلة الاستثمار والصناعة ويخلق وظائف جديدة، وفي المقابل يتمتع الأميركيون بالمنتجات الصينية الرخيصة التي يشترونها من شركات أميركية كـ"وول مارت"، تستفيد وتتربح من الاستثمار في الصين. الكاتب لفت الانتباه إلى أن الديون الأميركية المستحقة للصين تشكل 75 في المئة من الاحتياطيات النقدية للأخيرة البالغة تريليوني دولار، مما يعني أن اتهامات وزير الخزانة الأميركي للصين كانت بمثابة بداية خاطئة، فلا بد من التعامل مع الصين كشريك يلعب دوراً مهماً في الاقتصاد العالمي. "أسبوع مأساوي في التاريخ الأسترالي": في افتتاحيتها ليوم الجمعة الماضي، سلطت "ذي أستراليان" على الحرائق التي طالت بعض أجزاء من غابات فيكتوريا، وشكلت كارثة وطنية لم تشهدها البلاد منذ فبراير 1942. الحرائق أودت بحياة 180 أسترالياً، ودمرت قرابة 1800 منزل وشردت 7000 مواطن. ما حدث- تقول الصحيفة- يجب البحث في أسبابه، كي نقلل من احتمال تكرار هذه الكارثة، وهذا بالطبع يتضمن حقائق صعبة وتساؤلات محرجة. السبب لا يعود فقط إلى الاحتباس الحراري، وحتى إذا كان الاحتباس الحراري مسؤولاً، فإن الحد منه لا يزيل الخطر. الصحيفة لفتت الانتباه إلى أنه خلال السنوات الخمس الماضية زاد عدد سكان المناطق القريبة من الغابات والمعرضة للحرائق في فيكتوريا، وذلك بنسبة تصل إلى 13.6 في المئة، البعض يفضل السكن هناك لانخفاض أسعار العقارات، أو للاستمتاع بجمال الطبيعة. وبالنسبة لجميع من تضرروا بالحرائق، ثمة حقيقة قاسية مفادها أن هذه الكارثة لن تكون الأخيرة، فغابات أستراليا تنمو ثم تحرق وتنمو ثانية، وربما إلقاء القبض على أحد المتهمين بإحراق الغابات يزيل بعضاً من غموض الكارثة. إعداد: طه حسيب