يبدو أن ما طرحه الدكتور حسن حنفي في مقاله الأخير، "عقلية الإقصاء... أم التكامل؟"، يمس جوهر المرحلة الحالية من الكفاح الوطني الفلسطيني. فمنهجية الإقصاء في التعاطي مع الشأن الفلسطيني الداخلي، هي أقصر طريق نحو الفشل والتمكين للعدو. لذلك فإنه خطأ فادح أن تتصور "حماس" أنه بمجرد فوزها الانتخابي يمكنها إقصاء فصيل كبير له تاريخه مثل "فتح". ومن الخطأ كذلك أن تعتبر "فتح" أنها تملك حقاً دائماً في حكم الشعب الفلسطيني. أما المماحكة الحالية حول منظمة التحرير الفلسطينية فهي أيضاً خطأ قاتل. فالمنظمة هي الإطار التنظيمي للشرعية الفلسطينية، ولا يجوز المساس بها تحت أية ذريعة، لكن يجب أن يتذكر قادة "فتح" أنهم من وضعوا المنظمة على الرف ولم يتذكروها إلا متأخرين، وحين تذكروها لم يسعوا لتجديدها. ويتعين كذلك على قادة "حماس" أن يفهموا أن اختلاق الحجج للبقاء خارج المنظمة ولإضعافها، ليس أسلوباً أميناً في التعاطي مع الشأن العام الفلسطيني. ياسر بكري- القاهرة