ملاحظات على خطة التحفيز... ومشكلات شافيز تتفاقم تفاصيل خطة التحفيز الاقتصادي، والديون خطر يهدد الاقتصاد الأميركي، وإمكانية عودة خاتمي رئىساً لإيران، ومشكلات فنزويلا شافيز... موضوعات نعرض لها ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الأميركية. عوائد خطة التحفيز: تحت عنوان "عائد محدود جداً في مقابل خطة التحفيز"، نشرت "لوس أنجلوس تايمز" يوم أمس افتتاحية أشارت خلالها إلى أن الولايات المتحدة ستشعر بآثار خطة التحفيز المطروحة أمام الكونجرس، لكن هذه الخطة التي يصل تمويلها إلى 789 مليار دولار لم تقدم الكثير لدافعي الضرائب. الصحيفة ترحب بتركيز المُشرعين على مواجهة الكساد، وتتفهم أيضاً أن لدى الحكومات الفيدرالية القدرة على تنشيط الاقتصاد المتعثر. الخطة تتضمن تمديد العمل بنظام إعانات البطالة وزيادة الاستثمارات في البنى التحتية كالطرق السريعة ووسائل المواصلات العامة. ومن المرحب به ضمن الخطة ما شملته من مشروعات لتحديث محطات إنتاج الكهرباء وتحديث خطوط للسكك الحديدية فائقة السرعة. الخطة تتكون من ثلاثة أجزاء: الأول بقيمة 311 مليار دولار يتم التصرف فيها بحرية، والثاني بقيمة 287 مليار دولار لتخفيض الضرائب والثالث بقيمة 191 مليار دولار لتمويل برامج خدمية كتلك المتعلقة بالرعاية الصحية. وبين هذه التقسيمات، تتناثر اقتراحات أخرى تتعلق بأجندات سياسية أكثر من كونها ذات صلة بالاقتصاد. وضمن هذا الإطار، يُوجد مليارا دولار موجهة لإعفاءات ضريبية على شراء سيارات تعمل بالكهرباء، وهى غير متاحة في السوق الآن. وهناك 13 مليار دولار لتقديم العون لذوي الدخول المتدنية من طلاب المدارس. ما يلفت الانتباه هو عدم وجود معايير محاسبية على إنفاق هذه الأموال، ولا يوجد ما يلزم أثناء تنفيذها بتوفير فرص عمل، خطة التحفيز تحتوي أيضاً على بند وصفته الصحيفة بـ"الشعبوي" والقائم على فكرة "شراء المنتجات الأميركية"، والذي يحمل في طياته دعوة للحمائية لم تشهدها الولايات المتحدة منذ الكساد الكبير أي في ثلاثينيات القرن الماضي. ويبدو أن الكونجرس سيحسن الصيغة الحالية لخطة التحفيز، ويتعين على الحكومات المحلية التأكد من أن دافعي الضرائب سيحصلون على العائد الأكبر من الخطة. "الحد من ثقافة الديون في أميركا": هكذا عنونت "كريستينان ساينس مونيتور" افتتاحيتها يوم الثلاثاء الماضي، قائلة: لتحريك الاقتصاد ووضع نهاية للركود الناجم عن تراكم الديون، يخطط الكونجرس ووزارة الخزانة الأميركية للتعامل مع دين محلى تصل قيمته لـ1.1 تريليون دولار. وحسب الصحيفة، فإن خطة التحقيز بما تتضمنه من بند خاص لإنقاذ البنوك المتعثرة تصل قيمته لـ350 مليار دولار ستعمل بمثابة شبكة أومظلة أمان لمنع فقدان كثير من الأميركيين وظائفهم، وهناك من 50 إلى 100 مليار دولار أميركي من المتوقع تخصيصها لمواجهة مديونيات الرهن العقاري. لكن العجز الفيدرالي وصل العام الجاري إلى نسبة مئوية من الناتج المحلى الإجمالي هي الأعلى منذ الحرب العالمية الثانية. وحسب الصحيفة، فإن الأميركيين مدينون بـ14 تريليون دولار بسبب الرهون العقارية وبطاقات الائتمان وقروض السيارات، أي أن ديونهم أكثر مما ينتجه الاقتصاد الأميركي سنوياً. أما المدخرات الشخصية، فقد اقتربت من الصفر في عام 2007، بعد أن كانت نسبتها في عام 1985 قرابة 11 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي. المطلوب إذاً إجراء مجموعة من الإصلاحات لإدارة القروض بطريقة أفضل، بحيث يتم تقنين بعض الخدمات المالية. هل يتكرر السيناريو؟ في افتتاحيتها ليوم الخميس الماضي، لفتت "لوس أنجلوس تايمز" الانتباه إلى أن "المشهد في الشرق الأوسط الآن يشبه كثيراً ما كانت عليه الأمور عام 1998، ففي هذا العام وصل نتينياهو إلى السلطة (1996-1999) بعد انتخابات تقاربت نتائج المتنافسين عليها، والآن ربما يشكل نتينياهو الحكومة الإسرائيلية المقبلة، وفي إيران، أعلن محمد خاتمي الذي ترأس إيران خلال الفترة من (1997-2005)، عن ترشيح نفسه لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة. وإذا نجح كل منهما في الوصول إلى السلطة، فسنكون أمام مشهد مكرر في الشرق الأوسط. نهاية فترة خاتمي لم تكن دراماتيكية مثل خسارة نتينياهو في الانتخابات قبل عقد من الزمان، فخاتمي أحبط أتباعه لفشله في تطبيق وعوده الخاصة بالإصلاح السياسي والاقتصادي، مهيئاً الساحة لنجاد. وبعد أن وصل معدل التضخم في إيران إلى 30 في المئة، تتوق الطبقة الوسطى في إيران لأيام الرخاء التي شهدوها إبان حكم خاتمي، كما أنه أكثر حداثة من نجاد وقادر على قيادة حوار بناء بين طهران وإدارة أوباما. شافيز ضد اليهود هذا ما عنونت به "واشنطن بوست" افتتاحيتها ليوم الخميس الماضي، مستنتجة أنه "مع انتهاء ولاية جورج بوش، يجد رجل فنزويلا القوى أعداءً جدداً". شافيز الذي ينوى البقاء في السلطة لعدة عقود، خسر قبل 14 شهراً استفتاء حاول خلاله إجراء تعديل دستوري، بحيث لا يتم تحديد مدة بقائه في السلطة، وعندما أعلن أنه سيجري استفتاء آخر في ديسمبر، جاءت نتائج استطلاعات الرأي بتوقعات مفادها أنه سيخسر بهامش كبير. الاستفتاء الذي سيجرى غداً تنبأت حكومة شافيز بأنها ستفوز فيه. الدعاية التي يستخدمها نظام شافيز سواء ضد خصومه أو لتعزيز سطوته غير مسبوقة في أميركا اللاتينية التي بدأت تتحول نحو الديمقراطية قبل 25 عاماً. الشعارات المؤيدة للرئيس الفنزويلي تجتاح محطات الإذاعة الوطنية التي تستبعد تقريباً أصوات المعارضة. ناهيك عن قيام عناصر موالية للحكومة باستهداف الطلاب الذين ينظمون تظاهرات واستهداف منازل الصحفيين المعارضين، واستهداف سفارة الفاتيكان التي باتت مأوى لقيادة طلابية. وتم الهجوم على جمعية "يهود فنزويلا"، التي يبدو أنها باتت عدواً جديداً لشافيز، بعد رحيل إدارة بوش. فشافيز الذي طرد السفير الإسرائيلي بعد حرب غزة، قال في إحدى محطات التلفزة التابعة لحكومته إنه يأمل في أن تعلن الجمعية رفضها للوحشية الإسرائيلية". وفي أحد المواقع الإلكترونية الموالية لشافيز، ثمة من يطالب بمقاطعة أي مؤسسات أعمال مملوكة لليهود. من الإنصاف، حسب الصحيفة، الاستدالال على أن شافيز لا يهتم بمشكلات داخلية مهمة، فالاقتصاد المعتمد على النفط آخذ في الانهيار، ومعدل التضخم فاق الـ30 في المئة، وهو الأعلى في أميركا اللاتينية، كما أن هناك نقصاً في المواد الغذائية الأساسية، وباتت فنزويلا في المرتبة 158 في قائمة مؤشر الفساد العالمي من أصل 180 دولة. ومعدلات الفقر تضاعفت ثلاث مرات خلال فترة حكم شافيز، وأصبحت كاراكاس من أخطر المدن في العالم. إعداد: طه حسيب