نتائج مثيرة للقلق في إسرائيل... وتباين للرؤى في أفغانستان -------- تداعيات نتائج الانتخابات الإسرائيلية، واستعداد كوريا الشمالية لإطلاق صاروخ طويل المدى على سبيل الاختبار، وتطور العلاقات التجارية بين الصين وأفريقيا... مواضيع من بين أخرى نعرض لها بإيجاز في قراءة سريعة في الصحافة الدولية. --------- "إسرائيل: نتائج لا تبشر بخير": تحت هذا العنوان نشرت صحيفة "ذا هيندو" الهندية افتتاحية عددها لأمس الخميس والتي خصصتها لتحليل نتائج وتداعيات الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة، نتائج لم تسفر حسب الصحيفة عن "فائز واضح" حيث لم تمنح أياً من الأحزاب حتى نصف المقاعد الواحد والستين اللازمة للفوز بالأغلبية في الكنيست البالغ عدد مقاعده 120، حيث حصل حزب تسيبي ليفني -كاديما- على 28 مقعداً في حين حصل حزب "الليكود" الذي يقوده بنيامين نتانياهو على 27 مقعداً، وحزب اليمين المتطرف "إسرائيل بيتنا" على 15 مقعداً. أما حزب "العمل" الذي يقوده إيهود باراك فلم يحصل سوى على 13 مقعداً. وبذلك، تقول الصحيفة، يكون اليمين ويمين الوسط قد حصلا على 65 مقعداً مقارنة مع 55 لليسار ويسار الوسط والأحزاب العربية. وحول تداعيات هذه الانتخابات، اعتبرت الصحيفة أن "الحقيقة المحزنة" تكمن في أنه مهما يكن شكل الائتلاف الحكومي المقبل، فإنه لن يفضي إلى عمل حاسم بخصوص موضوع التسوية مع الفلسطينيين. ورأت أن الاعتداء الإسرائيلي الأخير على غزة، الذي حظي بدعم قوي من وسائل الإعلام الإسرائيلية، ساهم في جنوح الحياة السياسية الإسرائيلية بالكامل إلى اليمين، مستنتجة تضاؤل احتمال أن تجد ليفني -على رغم دعمها الهجوم على غزة- دعماً من قبل الأحزاب اليمينية لمقاربتها القائمة على الأرض مقابل السلام بخصوص المفاوضات مع الفلسطينيين. وبالمقابل، تقول الصحيفة إن نتانياهو ما زال يدعم فكرة "إسرائيل كبرى" تغطي مساحة تمتد تقريباً من النيل إلى الفرات؛ ولئن استبعدت ألا يجهر زعيم "الليكود" بشيء من هذا القبيل خلال وجوده في السلطة، إلا أنها رجحت أن أي حكومة يقودها نتانياهو ستجعل الأمور تتحول من سيئ إلى أسوأ. أفغانستان... تباين الرؤى: صحيفة "تورونتو ستار" الكندية ركزت ضمن افتتاحية لها على التباين الكبير بين رؤية المسؤولين الأميركيين المتشائمة للأوضاع في أفغانستان والصورة التي يسعى لرسمها الرئيس الأفغاني حامد كرزاي، تباين بدا جلياً خلال مؤتمر ميونيخ السنوي للسياسات الأمنية الذي احتضنته المدينة الألمانية نهاية الأسبوع الماضي. وفي هذا السياق تقول الصحيفة إنه بينما يرى مسؤولون أميركيون كبار مثل نائب الرئيس جو بايدن، والمبعوث ريتشارد هولبروك، وقائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال ديفيد بترايوس، أن الأوضاع في أفغانستان عبارة عن "فوضى"، وأن الحكومة الأفغانية "غير فعالة" وأن الوضع الأمني قد "تدهور بشكل لافت"، فإن كرزاي ينفي بشدة أن تكون أفغانستان دولة "فاشلة" أو "دولة واقعة تحت تأثير عصابات المخدرات"، مشيراً بفخر إلى الانتخابات وحرية الصحافة والمدارس والجامعات الجديدة والرعاية الطبية وغير ذلك من المنجزات. وترى الصحيفة أن هذا التباين والهوة العميقة بين موقفي الإدارة الأميركية وكرزاي هو من الشساعة إلى درجة أن الطرفين يبدوان وكأنهما يتحدثان عن بلدين مختلفين، على أن التباين والاختلاف، كما ترى الصحيفة، يشملان أيضاً رؤية الجانبين للطريقة الأفضل والأنسب لاستخدام الـ30 ألف جندي إضافي الذين يعتزم أوباما إرسالهم إلى أفغانستان، حيث يدعو كرزاي إلى حضور عسكري أميركي "ألطف وأطيب" في حين يريد الجنرال بترايوس زيادة في الدعم العسكري الذي يقدمه الحلفاء للقوات الأميركية. واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن على كرزاي وحلفائه الدوليين أن يجدوا لغة مشتركة لوصف موقع البلاد والاتجاه الذي ينبغي أن تمضي فيه وما ينبغي على كل شريك أن يقوم به في سبيل الدفع به إلى الامام. فرصة أم تدمير ذاتي: صحيفة "تايمز" الكورية الجنوبية اتهمت ضمن افتتاحية عددها لأمس الخميس كوريا الشمالية بالاستعداد للإقدام على تصعيد جديد متمثل في اختبار صاروخ طويل المدى، معبرة عن أسفها لاستمرار نظام كيم يونج إيل في تحدي الدعوات الدولية للمصالحة والسلام. الصحيفة شددت على ضرورة قراءة "الأعمال الاستفزازية الأخيرة" من قبل "الشمال" في سياق سعيه للبقاء والاستمرار على اعتبار أن كوريا الشمالية تواجه أزمة وشبح انهيار اقتصادي في ظل نظامها الاشتراكي المتشدد ولن تنجو من المشاكل دون حل المشاكل المتعلقة بالقوت اليومي للمواطنين. وعن الأسباب التي تدفع بيون جيانج إلى تبني تكتيك التصعيد مع المجتمع الدولي، تقول الصحيفة إن "الشمال" يعتزم ممارسة ضغوط متزايدة على سيئول وواشنطن قصد الحصول على مزيد من التنازلات التي تعد ضرورية بالنسبة لبقاء واستمرار نظام كيم يونج إيل، مضيفة أن كوريا الشمالية لم تعد تستطيع دعم اقتصادها المتدهور بدون مساعدة خارجية. إلى ذلك، تقول الصحيفة إن بيونج يانج تستعد لاختبار صاروخ تايبودونج 2 قبيل الجولة التي تعتزم وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون القيام بها الأسبوع المقبل والتي تشمل كوريا الجنوبية واليابان والصين وإندونيسيا، مضيفة أنه لا يمكن النظر إلى الاختبار المنتظر إلا باعتباره استفزازاً "غير مقبول". واعتبرت في ختام افتتاحيتها أن التصعيد الكوري الشمالي لا يمكن أن يؤدي إلا إلى التدمير الذاتي لكوريا الشمالية، مذكرة بما كانت كلينتون قالته من أن ثمة "فرصاً" أمام "الشمال" إن هو أحرز تقدماً بخصوص التخلص من أسلحته النووية، لتخلص إلى أنه يجدر بـ"الشمال" أن يعود إلى المحادثات السداسية والمحادثات الكورية- الكورية من أجل الانتقال نحو المصالحة والسلام والرخاء المشترك "قبل فوات الأوان". الصين... وأفريقيا: صحيفة "تشاينا ديلي" الصينية نشرت مقالاً لـ"وانج لي"، الباحث في "الأكاديمية الصينية للتجارة الدولية والتعاون الاقتصادي"، استعرض فيه زيادة التعاون التجاري والاقتصادي بين الصين والقارة السمراء، وذلك بمناسبة الجولة التي يقوم بها الرئيس هو جينتاو لعدد من البلدان الأفريقية. وفي هذا الإطار أشار الكاتب إلى ارتفاع حجم التجارة الصينية الأفريقية خلال السنين الأخيرة حيث انتقل من 10 مليارات دولار عام 2000 إلى 106.8 مليار دولار العام الماضي، بمعدل نمو سنوي بلغ 30 في المئة في ثماني سنوات متتابعة. وإلى ذلك، اعتبر "لي" أن المنعطف في تاريخ التعاون والعلاقات بين الجانبين تمثل في عقد قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي عام 2006، والتي أعطت انطلاقة جديدة للتعاون بين الجانبين. كما أشار إلى إعفاء بكين لعدد من البلدان الأفريقية الفقيرة من دفع الديون المستحقة عليها وإنشائها صندوقاً صينياً أفريقياً خاصاً للتنمية بهدف تشجيع الشركات الصينية على الاستثمار في القارة. على أن الصين لا تنوي التوقف عند هذا الحد، حيث يلفت الكاتب إلى أن بكين تعتزم اتخاذ التدابير اللازمة للدفع بالتعاون التجاري والاقتصادي بين الجانبين بعيداً إلى الأمام، ومن ذلك تمتع مزيد من البلدان الأفريقية بإعفاءات جمركية على صادراتها إلى الصين وتشجيع مزيد من الشركات الصينية على استيراد المنتجات الأفريقية. إعداد: محمد وقيف