انتخابات مشؤومة في إسرائيل...وما وراء إغلاق قاعدة "ماناس" --------- دواعي القلق في الانتخابات الإسرائيلية، وأسباب إعلان قرغيزستان إغلاق قاعدة جوية يستخدمها الأميركيون، وتنامي خطر "الحمائية" في التجارة الدولية، وخطر الحرب التجارية بين أميركا والصين... موضوعات نعرض لها ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الدولية. ---------- "الإسرائيليون القلقون والتصويت المشؤوم": تحت هذا العنوان، خصصت "تورونتو ستار" الكندية افتتاحيتها، يوم الأحد الماضي، لتسلط الضوء على الأجواء المصاحبة للانتخابات البرلمانية الإسرائيلية التي تجري اليوم. وحسب الصحيفة، فإن الانتخابات تأتي في وقت ينظر فيه الإسرائيليون إلى المخاطر المحيطة بهم سواء من الأصولية الإسلامية أو"القاعدة" والقنبلة الإيرانية وسوريا و"حزب الله" و"حماس" وتداعيات الحرب على غزة. ومن ثم لا غرابة في أن بنيامين نتانياهو الذي يتزعم حزب "الليكود" اليميني يأتي- حسب التوقعات- في الصدارة. الإسرائيليون يشعرون بأنهم محاصرون، ونتانياهو الذي شغل منصب رئيس الوزراء خلال الفترة من (1996-1999) تعهد بتحقيق الأمن الذي ينشده الإسرائيليون. وعلى النقيض من منافسيه الرئيسيين، فإن نتانياهو لديه رؤى باردة تجاه موقف الرئيس الأميركي الجديد من الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، المستند إلى حل الدولتين. وضمن هذا الإطار، ثمة تصريح أطلقه عام 1999 قال فيه "طالما إنني رئيس للوزراء، فإن الدولة الفلسطينية لن يتم تدشينها". الآن نتانياهو، لا يزال مصراً على عدم منح الفلسطينيين سلطات مطلقة في أي اتفاق نهائي للسلام، ويعتقد أن السلطة الفلسطينية يجب أن تتعامل ولفترة طويلة مع السلام الاقتصادي قبل أن يتم حسم المسائل المتعلقة بالأراضي، كما أن نتانياهو ينوي توسيع مستوطنات الضفة، ويرفض أيضاً تقسيم القدس. وبما أن التيار الذي يمثله نتانياهو يحظى بشعبية لدى كثير من الإسرائيليين، فهذا الأمر سيشكل صداعاً بالنسبة للأميركيين، ولا يمكن معه البدء في مفاوضات مع الفلسطينيين، مما يعني أن خيارات الناخبين الإسرائيليين اليوم ستكون مشؤومة. من الصعب، حسب الصحيفة، أن يتمكن أي زعيم إسرائيلي من إحراز نصر كاسح، وذلك لطبيعة النظام الانتخابي القائم على التمثيل النسبي، لكن إذا تمكن "الليكود" من الفوز ، فإن الرئيس الإسرائيلي سيمنح نتانياهو سلطة تشكيل الحكومة الائتلافية، التي سيكون من ضمنها أفيجدور ليبرمان زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" المعروف بمعاداته للعرب، علماً بأنه يحتل المرتبة الثالثة في استطلاعات الرأي. وحسب "ناحوم برنيع"، فإن هذه الانتخابات ستكون الأكثر في التاريخ الإسرائيلي ميلاً نحو "اليمين"، فمن المتوقع أن تحصل أحزاب "اليمين" على 66 مقعدا من أصل 120 مقعداً. تحالف "نتانياهو- ليبرمان" الذي يضم أحزاب "اليمين" الإسرائيلية سيشكل ضربة لجهود أوباما الرامية لتسريع محادثات السلام في الشرق الأوسط ولجعل الدولة الفلسطينية قابلة للتطبيق في المستقبل القريب، وفي الوقت نفسه ضمان أمن إسرائيل. "التحول الحاد في اتجاه الروس": في مقاله المنشور بـ"موسكو تايمز" يوم الجمعة الماضي، وتحت عنوان "انعطافة قرغيزستان الحادة تجاه روسيا"، سلط "اليكسندر لوكن" الضوء على إعلان جمهورية قرغيزستان أنها تخطط لإغلاق القاعدة الجوية الأميركية بمنطقة "ماناس". "لوكن"، وهو مدير مركز دراسات شرق آسيا ومنظمة شنغهاي بجامعة موسكو للعلاقات الدولية، يرى أن هذا الإعلان يعكس تغييراً على الصعيد الأمني في منطقة آسيا الوسطى. معارضو الوجود الأميركي في المنطقة سينظرون لإغلاق القاعدة الجوية في قرغيزستان على أنه انتصار جديد لمحاولات وضع حد للهيمنة الأميركية على العالم، أما معارضو موسكو، سينظرون للإعلان على أنه محاولة للحد من انتشار الديمقراطية في العالم، والنيل من الجهود الأميركية في الحرب على الإرهاب. السبب الحقيقي لقرار الإغلاق يتعلق بالسياسة الداخلية في قرغيزستان أكثر من كونه نتاجاً لاعتبارات تتعلق بالسياسة الخارجية. الرئيس القرغيزي عبر أثناء مؤتمر صحفي أجراه في موسكو عن استيائه من شروط الإيجار الخاصة بالقاعدة، وهو ما يعتبره الكاتب السبب الأول لقرار الإغلاق. أما السبب الثاني فيكمن في وجود توتر بين الجنود المنتشرين في القاعدة والسكان المحليين. السبب الثالث يتمثل في كون الاتفاق الذي يستند اليه تأجير القاعدة للأميركيين يعود إلى حكم الرئيس القرغيزي السابق عسكر أكاييف، الذي تبنى سياسات لا تزال تخضع لتمحيص ونقد من خلفه الرئيس كورمانبيك باكييف. وحسب الكاتب، كان "أكاييف" صديقاً للولايات المتحدة ومنحها قاعدة "ماناس" الجوية بإيجار سنوي منخفض وصلت قيمته إلى 63 مليون دولار، في ظل مزاعم مفادها أن الأميركيين وعدوه بشراء الوقود الذي تحتاجه القاعدة من شركة يديرها ابنه. وفي 2005 وبعد أن أطيح بـ"أكاييف"، جعلت إدارة "باكييف" عقد تأجير القاعدة مسألة رئيسية في معركتها ضد الفساد. "باكييف" أيضاً أشار إلى أن الوقت قد حان لتعزيز مصالح قرغيزستان الوطنية ووقف تأجير القاعدة بثمن زهيد للأميركيين. انقذونا من الحمائية: في مقالهما المنشور بـ"كوريا تايمز" يوم الأحد الماضي، سلط "فريدريك إيريكسون" و"رازين سالي"- وهما مديرا المركز الأوروبي للاقتصاد السياسي الدولي" على خطورة الاتجاه نحو السياسات الحمائية، قادة العالم تعهدوا بعدم تكرار ما جرى في ثلاثينيات القرن الماضي، عندما انهارت بورصة "وول ستريت"، حيث أسفرت الحمائية عن استمرار الكساد لعقدٍ كامل. كما أن الحمائية التي انتشرت في سبعينيات القرن الماضي يجب وضعها في الاعتبار حيث أدى ارتفاع سعر النفط إلى تدخل الحكومات في وضع معايير لسوق العمل وأسواق رأس المال، وتم دعم قطاعات الصناعة المحلية وحمايتها من منافسة المنتجات الأجنبية، ما أدى ظهور "التجارة المدارة" و"الحمائية الجديدة" بين الدول الغنية، وذلك خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي. مظاهر "الحمائية" الآن تظهر في عزم الإدارة الأميركية الجديدة "شراء الأميركي"، أي الاعتماد على المنتجات المصنعة داخل الولايات المتحدة، وثمة إجراءات مماثلة في روسيا. وفي الصين وفرنسا لا يتم السماح للمستثمرين الأجانب بتملك حصص من الشركات الوطنية العملاقة في كلا البلدين، وهو ما يسميه الكاتبان "حمائية زاحفة"، لكنها ليست حربا تجارية معلنة، فهي لا تستخدم التعريفات الجمركية، لكنها حمائية بأدوات غير جمركية. مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية رصد زيادة في عدد القوانين الجديدة غير الراغبة في الاستثمار الأجنبي، حيث أن نسبة هذه القوانين وصلت عام 2005 إلى 25%، بعد أن كانت نسبتها لا تتجاوز 7.5% خلال الفترة من 1992 إلى 2004. لا للحرب التجارية: هذا ما أراد " دينج يووين" التركيز عليه ضمن مقاله المنشور يوم الجمعة الماضي بـ"تشينا ديلي" الصينية. الكاتب رد مخاوف متنامية على الصعيد الدولي مفادها أن الصين والولايات المتحدة تخوضان حرباً تجارية في وقت يأمل العالم أن يسود التعاون بين البلدين لمواجهة الأزمة المالية العالمية. وزير الخزانة الأميركي اتهم الصين بالتلاعب في عملتها، لكن البيت الأبيض خفف من الأمر عندما صرح بأن سياسة الصين النقدية لا تزال محل دراسة. وحسب الكاتب، إذا كانت الحرب الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين ستؤدي إلى تراجع الصادرات وإفلاس بعض المشاريع المرتبطة بهذه الصادرات، فإن صادرات الصين عموماً تراجعت بصورة ملحوظة خلال النصف الثاني من العام الماضي، ولن تأتي نتائج أسوأ من تلك التي وقعت. إعداد: طه حسيب