لا شك أنها تستحق القراءة والتأمل تلك "التصورات والمواقف" التي عرضها الجابري في مقاله الأخير حول العولمة، وقد توقفت عند تشخيصه لأحد جوانب العولمة، حيث أبرز أنها تقوم على التوسع والهيمنة، وهي حقيقة تجعل من العولمة شكلاً آخر للإمبريالية التقليدية، وهذا ما أثبتته وقائع العقدين الأخيرين، حيث اتضح أن العولمة مكنت للدول المتقدمة أو الدول الصناعية الكبرى، وهي دول غربية بالأساس، من التحكم في القرار الاقتصادي والسياسي العالمي. أما البلدان النامية، والتي لم تتخلص بعد من آثار الاستعمار، فقد دفعت من سيادتها ومن مصالحها الاقتصادية والتجارية ثمناً غالياً للعولمة. وهذا جانب يبدو لي أنه حانت مراجعته الآن، لاسيما في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تضرب مراكز العولمة ونقاط ثقلها الاقتصادية والسياسية الكبرى. إبراهيم علي -أبوظبي