"الإدارة": الحكومة الإلكترونية والعدالة التنظيمية اشتمل العدد الأخير من "المجلة العربية للإدارة" على ثلاث دراسات رئيسية. فتحت عنوان "تأثيرات العدالة التنظيمية في الولاء التنظيمي"، يقدم باحثان من جامعة مؤتة بالأردن دراسة ميدانية للدوائر المركزية في محافظات الجنوب الأردني، بهدف التعرف على تأثيرات العدالة التنظيمية في الولاء التنظيمي لدى العاملين في تلك الدوائر، وهي مراكز محافظات "الكرك" و"الطفيلة" و"معان". وكشفت الدراسة، من خلال مجتمع بحثها البالغ عدده 2444 موظفاً من الذكور والإناث، أن تصورات المبحوثين إزاء العدالة التنظيمية كانت بدرجة متوسطة، وأن تصوراتهم تجاه الولاء التنظيمي كانت متوسطة أيضاً، وأن هناك علاقة ارتباط قوية بين العدالة التنظيمية والولاء التنظيمي. كما توضح نتائج الدراسة وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين تصورات المبحوثين إزاء الولاء التنظيمي تعزى إلى المتغيرات الديمغرافية. وأخيراً خلصت الدراسة إلى مجموعة من التوصيات، أهمها التأكيد على ربط الجزاءات المالية والمعنوية بمتطلبات تحقيق العدالة التنظيمية، والإلحاح على ضرورة الحياد والنزاهة في جميع الإجراءات والقرارات الإدارية بما يحقق مفاهيم العدالة التنظيمية والولاء التنظيمي. ومن جامعة اليرموك في الأردن أيضاً، يجري باحثان دراسة ميدانية حول "جاهزية المنظمات في مواجهة الأزمات"، من خلال التعرف على جاهزية المديرية العامة للدفاع المدني الأردني والمديريات التابعة لها، في مواجهة الأزمات المختلفة، وذلك باستكشاف مدى توافر المراحل الخمس لنظام إدارة الأزمات (الجاهزية) والمتمثلة في: اكتشاف إشارات الإنذار، الاستعدادات والوقاية، احتواء الأضرار والحد منها، استعادة النشاط، والتعلم. وأخيراً يحاول الدكتور ليث سعد إبراهيم بلورة مفهوم "الحكومة الإلكترونية"، في إطار أداء المنظمة العامة (الحكومية)، مبرزاً دواعي التحول نحو هذا النظام، ومن خلال استخدام شبكة المعلومات العالمية والبريد الإلكتروني وتكنولوجيا الاتصالات، لكي تتمكن الإدارة العامة من تقديم خدماتها وإنجاز معاملاتها بمستوى أداء متميز. كما تطرقت الدراسة إلى أهم المتطلبات الضرورية لتطبيق نظام الحكومة الإلكترونية بهدف تحسين أداء الخدمة العامة، وإلى المعوقات المحتملة أمام تطبيق الحكومة الإلكترونية. -------------- Survival شرق آسيا واحتمالات الحرب قضايا دولية عدة شملها العدد الأخير من دورية Survival التي تصدر كل شهرين عن "المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية" في لندن، فتحت عنوان "لماذا تظل الحرب في شرق آسيا احتمالاً غير وارد؟"، يرى "هيو وايت" أن السبب في عدم اندلاع أي حرب في منطقة شرق آسيا خلال الثلاثين عاماً الماضية يرجع إلى تلك العلاقة الفريدة بين القوى الثلاث الكبرى الفاعلة في تلك المنطقة (الصين واليابان والولايات المتحدة) والتي تتعرض الآن إلى ضغوط بسبب النمو الاستثنائي للصين. كما يرى الكاتب أن مستقبل القارة سوف يعتمد على قدرة تلك الدول على إقامة نظام إقليمي جديد يعكس الحقائق الاقتصادية وتوازنات القوى الجيدة لـ"القرن الآسيوي"، وأن إقامة هذا النظام ستتطلب تضحيات كبرى من القوى الثلاث: فأميركا ستضطر إلى التخلي عن سيادتها، وإلى تعلم الطريقة التي يجب أن تعامل بها الصين واليابان كأنداد. أما الصين فستضطر إلى التخلي عن أحلامها الخاصة بالهيمنة، وتقبل باليابان كقوة رئيسية، أما اليابان فستضطر إلى القبول بتلك الأكلاف وبتعقيدات استقلالها الاستراتيجي أيضاً. وتحت عنوان "ثروة الخليج النفطية المتجددة... هل تتبع دول المنطقة السياسات الصائبة هذه المرة؟"، تقول "سوزان مالوني" إن الارتفاع الدراماتيكي في أسعار النفط خلال السنوات السبع الماضية ساعد الشرق الأوسط ودول الخليج على مراكمة مداخيل هائلة، وأن هذه الدول حرصت على تجنب الأخطاء التي كانت وقعت فيها أثناء فترة الازدهار النفطي عام 1973، وعلى اتباع سياسات رشيدة مثل تخفيض الديون، وزيادة المدخرات، وإطلاق إصلاحات اقتصادية ذات شأن. بيد أن المشكلة التي يجب أن تنتبه إليها تلك الدول، كما ترى الكاتبة، هي أن ذلك الازدهار النفطي وإن كان يفتح آفاقاً جديدة، فإنه يفاقم في ذات الوقت من المشكلات القائمة التي تواجهها تلك الدول، وهو ما يجب أن يدفع الغرب، على الأقل من منطلق حرصه على تدفق صادرات النفط، إلى بذل الجهود اللازمة لتعزيز التكامل الإقليمي لتلك الدول، وتشجيع المزيد من الإصلاحات فيها، وتشجيع التعاون الطويل الأمد بينها من أجل تأسيس مستقبل مستقر ومزدهر وقابل للاستمرار في منطقتها وفي إقليم الشرق الأوسط برمته.