في مكرمة إنسانية وتربوية راقية تعكس تفاعل القيادة الإماراتية الرشيدة مع مشكلات المواطنين والوافدين، في دولة الإمارات العربية المتحدة، دون نظر إلى جنس أو لون أو عرق، أو كون المستفيد مواطناً أو وافداً، وفي تعبير رائع عن الوجه الحضاري والإنساني للدولة الذي تميّزت به على الدوام، جاء توجيه الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلّحة، رئيس "مجلس أبوظبي للتعليم"، مؤخراً، بسرعة حلّ مشكلة أبناء الوافدين الطلبة الدارسين في المدارس المسائية من خلال دمجهم في المدارس الحكومية الصباحية في كل من أبوظبي والعين اعتباراً من العام الدراسي المقبل 2009-2010، وتوفير البيئة التعليمية المناسبة لهم بما يمكّنهم من الحصول على تعليم متميّز مثل إخوانهم الطلبة المواطنين الذين يدرسون في المدارس الصباحية. حينما أعلنت وزارة التربية والتعليم و"مجلس أبوظبي للتعليم"، العام الماضي، قرار إيقاف قبول الطلبة في المدارس المسائية، على أن يتاح للمتفوقين منهم الانضمام إلى المدارس الحكومية الصباحية في حال حصولهم على المعدّل الأكاديمي الذي يتم تحديده سنوياً لقبول أبناء الوافدين في المدارس الحكومية، في إطار خطة لوقف العمل بهذه المدارس في غضون ثلاث سنوات، فإن هذا القرار كان يستند إلى اعتبارات موضوعية عديدة تتمثّل في عدم توافر معايير العملية التعليمية السليمة والصحيّة في هذا النوع من المدارس، وما يعانيه الطلبة فيها من مصاعب، خاصة أن الدراسة فيها ليلية وتترتب عليها مشكلات عديدة كانت محلّ شكاوى بالفعل من قبل أولياء أمور الطلبة، خلال الفترة الماضية. ولهذا فإن مكرمة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلّحة، رئيس "مجلس أبوظبي للتعليم" جاءت لتذليل هذه المشكلات ومعالجتها جذرياً إيماناً من سموه بأهميّة توفير مناخ تعليمي مناسب للجميع من منطلق الموقع المحوري الذي يحتله التعليم في الرؤية التنموية للقيادة الإماراتية، ما يعكس أيضاً حرص سموه على توفير الأمان والاطمئنان النفسي والأسري لكل من يسهم في العملية التنموية وارتقاء وخير هذا البلد. وتتضح أهميّة هذه المكرمة من العدد الكبير من الطلبة الذين سوف يستفيدون منها، حيث يبلغ عددهم 7754 طالباً وطالبة يدرسون في 17 مدرسة في كل من أبوظبي والعين، فضلاً عن ذلك فإن دمج هؤلاء الطلبة في المدارس الحكومية الصباحية يعفي أولياء أمورهم من رحلة البحث الشاق عن أماكن شاغرة في المدارس الخاصة يمكن أن تستوعب هذا العدد الكبير من الطلبة في ظلّ المؤشرات التي تشير إلى عدم قدرة هذه المدارس على الوفاء بطلبات الالتحاق بها، كما يعفيهم من مصاريف مالية كبيرة مقابل التعليم الخاص ربما لا يكون في مقدور الكثير منهم تحمّلها أو أنه غير مستعد لها، ويحقق الاستقرار التعليمي لطلبة المدارس المسائية، خاصة أن الكثير منهم من الطلبة المجتهدين الذين يسعون إلى التفوق. ولعلّ من الجوانب الإيجابية في قبول طلبة المدارس المسائية في المدارس الحكومية الصباحية، أن استمرار الطالب في المدرسة التي سينقل إليها مشروطاً بحصوله على معدّل لا يقل عن 70 في المئة في نهاية العام الدراسي، وهذا من شأنه أن يشجع على الاجتهاد ويحفز على التميّز، كما أشار مدير عام "مجلس أبوظبي للتعليم". هذه المكرمة النوعية تأكيد جديد على تجذّر البعدين الإنساني والحضاري في سياسات دولة الإمارات في مختلف قطاعات العمل، داخلياً وخارجياً. ـــــــــــــــــــــــــ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.