لو لم تخني الذاكرة، فإن الإعلان الذي أصدرته المعارضة الزيمبابوية قبل يومين حول التوصل إلى اتفاق لاقتسام السلطة مع الرئيس موجابي، هو الإعلان الثالث من نوعه في غضون أقل من عام، لذلك فأنا لا أتوقع أن يخرج هذا الاتفاق إلى حيز التنفيذ، وإن خرج فلن يعمر طويلاً. والسبب بكل بساطة هو أن موجابي أقام نظام الفرد الذي لا وجود في ظله لأية مؤسسات، وإنما هيمنة المستبد، ومصالحه ومزاجه، هي الإطار "القانوني" و"المؤسسي" لكل عمل "عام"، ومن هنا فمن يعارض هيمنة المستبد لا يمكن أن يكون له وجود أو دور. بمعنى آخر، لا مجال لتقاسم السلطة في ظل نظام كهذا، فما بالك إذا كان المستبد يعاني من شعور بالعزلة والحصار والنبذ. مصطفى عيد- القاهرة