في مقاله الأخير على هذه الصفحات، دافع آرون ديفيد ميلر عن "أولوية سوريا في التسوية السلمية"، قائلاً إنه على الإدارة الأميركية الجديدة، أن ترمي بثقلها وراء دفع المسار التفاوضي السوري-الإسرائيلي، لما ينطوي عليه من إمكانيات يصح استثمارها لصالح سلام يضمن أمن إسرائيل ويحقق مصالحها. وفي تقدير الكاتب أن المسار الفلسطيني الإسرائيلي غير ذي أهمية حالياً بسبب تشرذم الجانب الفلسطيني وضعف قيادة عباس، ولأنه بتوقيع سلام مع سوريا ستضطر الأطراف الفلسطينية الأكثر تشدداً، إلى قبول الشروط الأميركية الإسرائيلية، ومن ثم دمج إسرائيل في محيطها. لكن فات على الكاتب أن جوهر الصراع العربي الإسرائيلي هو القضية الفلسطينية ذاتها، وأنه لا يمكن تجاوزها إلى بناء سلام شرق أوسطي ثابت ومستقر، فاستراتيجية من ذلك النوع هي من قبيل الاهتمام بعلاج العرض دون المرض. نبيل محمود- دمشق