حتى لو كان مقال الكاتب الأميركي توماس فريدمان: "أزمة الرهن العقاري... الدمار الشامل" حمل خليطاً من الاعتراف بالحقيقة والشعور بالمرارة إلا أن كل ذلك جاء متأخراً جداً. فقد صدَّع هذا الكاتب "الفصيح" رؤوس قرائه خلال السنوات الماضية بالحديث عن "الشر المستطير" الآتي للاقتصاد الأميركي من وراء اعتماده على نفط الشرق الأوسط. وفي إطار دعايته ضد النفط العربي تحول بين عشية وضحاها إلى خبير في "الإيثانول" وفي محركات السيارات "الصديقة للبيئة" بل وإلى خبير في هندسة الطرق وميكانيكا السوائل... الخ، وكل ذلك بهدف تنفير الأميركيين من النفط الشرق أوسطي. ولكن ها هي الضربة تأتي للاقتصاد الأميركي من أزمة الرهن العقاري التي هي خاصة به، فالشرق الأوسط لا يصدر لأميركا البيوت والعقارات! أحمد صادق - أبوظبي