يوم الاثنين الماضي، وتحت عنوان "أفغانستان والنموذج العراقي"، أشار دونالد رامسفيلد إلى أن "زيادة عدد القوات في أفغانستان شيء مطلوب، بيد أنه لن يكون كافياً لتحقيق نتائج مماثلة لتلك التي تحققت في العراق". لا يستطيع رامسفيلد التنصل من كونه صاحب منطق "الحرب على جبهتين"، ذلك لأن الورطة الأميركية التي طال أمدها في العراق عطلت بلاشك الجهود الأميركية في الحرب على الإرهاب، وهذا يعني أن الدخول في حرب على جبهتين لم يسفر عن أي تطور إيجابي، فالجيش الأميركي لم يوظف كامل طاقاته في العراق، والأمر نفسه بالنسبة للساحة الأفغانية. ساسة أميركا يدركون جيداً أن الحرب على الإرهاب تتطلب أدوات عسكرية وسياسية واقتصادية، لكن التأكيد على البعد العسكري وحده، لن يحل الأزمات بل يعقدها. وبات واضحاً أن الساحة العراقية أنهكت القوة الأميركية وكبلتها، وحالت دون تفرغها للهم الأفغاني... ما يعني أن استراتيجية خوض حربين في آن معاً لم تأت أكلها، بل فوتت على واشنطن فرصة إحراز نجاح في الحرب على الإرهاب. هشام مرعي- أبوظبي