معركة ضد "الحمائية"...وبوادر أزمة في شبه الجزيرة الكورية ما هي النتيجة الأهم لقمة "إيبك"؟ وكيف تدهورت مساعي التقارب بين الكوريتين؟ وماذا عن اليابان في عمليات حفظ السلام؟ وهل يحقق فريق أوباما التغيير المنشود؟ تساؤلات نجيب عليها ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الدولية. "ضد الحمائية" اختارت "تشينا ديلي" الصينية عبارة "التعهد بتحرير التجارة" عنواناً لافتتاحيتها المنشورة يوم أمس التي علقت خلالها على قمة (التعاون الاقتصادي لآسيا والباسفيك) المعروفة باسم "إيبك" التي انتهت فعاليتها الأحد الماضي في ليما عاصمة البيرو. الصحيفة ترى أن قادة "إيبك" أبدوا دعمهم لحرية التجارة، معتبرة هذا الدعم أهم الآن من الإجراءات التي يتعين اتخاذها لتجاوز الأزمة الراهنة، ومن ثم يتعين على جميع الدول الانضواء في "معركة ضد الحمائية". ففي البيان الختامي للقمة التي حضرها 21 قائداً ثمة اتفاق على مقاومة الضغوط الداخلية الرامية لحماية الصناعات المحلية، وعلى جعل العام المقبل خالياً من أية زيادة في التعرفات التجارية، وتعهد المشاركون في القمة بصياغة أطر جديدة لمنظمة التجارة العالمية التي انهارت جولتها التفاوضية الأخيرة بعد سبع سنوات من التفاوض بشأنها. الصحيفة لفتت الانتباه إلى أن الصين ترفض السياسات الحمائية خاصة في ظل الركود العالمي. لكن ماذا عن سياسة الصين في مواجهة هذا الركود؟ الصحيفة أشارت إلى أن الحكومة الصينية قررت استثمار 14.6 مليار دولار لتسريع إنجاز مشروعات البنى التحتية، ومن المتوقع أنه خلال الفترة من الربع الأخير من العام الحالي إلى نهاية عام 2010 سيصل حجم الانفاق على هذه المشروعات إلى 585 مليار دولار. وبتعزيز السوق المحلي سيكون لدى" الصين فرصة للنمو بالاعتماد على الطلب الداخلي. وفي الموضوع ذاته نشرت "سيدني مورنينج هيرالد" يوم أمس افتتاحية رأت خلالها أن خطاب بوش في قمة "إيبك" لم يكن موجها للدول المشاركة في القمة بقدر ما هو موجه لخلفه باراك أوباما وللأغلبية "الديمقراطية" في الكونجرس، حيث قال "إن أكبر تهديد للرخاء العالمي هو التدخل الحكومي المفرط وليس المحدود في الأسواق". ولفتت الصحيفة إلى الدراسة التي تعهد المشاركون في القمة بإجرائها والمتمثلة في تدشين منطقة إقليمية للتجارة الحرة تدعي "منطقة التجارة الحرة لآسيا والباسيفيكي". "لا لعودة عقارب الساعة إلى الوراء": عنوان وجهت من خلاله "ذي كوريا تايمز" في افتتاحيتها يوم أمس رسالة إلي بيونج يانج، في وقت وصفت فيه الصحيفة العلاقات بين الكوريتين بأنها تمر بأسوأ حالاتها، وذلك منذ وصول الرئيس الكوري الجنوبي "لي ميونة باك إلى سدة الحكم. بيونج يانج قررت تعليق الرحلات القادمة من كوريا الجنوبية إلى منتجع "جاسيونج" الواقع شمال المنطقة منزوعة السلاح، وقررت تعليق السفر بخطوط السكك الحديدية التي تربط البلدين اعتباراً من مطلع ديسمبر المقبل. الصحيفة فسرت الموقف الكوري الشمالي بأنه يهدف لترويض حكومة كوريا الجنوبية "المحافظة" التي تتخذ مواقف متشددة تجاه بيونج يانج مقارنة بحكومات سابقة. لكن الموقف الكوري الشمالي يعيد عقارب الساعة إلى الوراء في شبه الجزيرة الكورية لآنه يستهدف أمورا ترمز للتعاون والمصالحة بين الكوريتين ويعيد المشهد لأجواء الحرب الباردة. "تعزيز جهود حفظ السلام": هكذا عنونت "جابان تايمز" افتتاحيتها يوم أمس لتعلق على قرار طوكيو إرسال ضابطين من قوات الدفاع الذاتي اليابانية ليشاركا ضمن قوات الأمم المتحدة المعنية بحفظ السلام في جنوب السودان التي تم تشكيلها عام 2005 بعد توقيع اتفاق السلام. القرار تم اتخاذه في أكتوبر الماضي استناداً إلى قانون ياباني للتعاون الدولي وحفظ السلام يعود إلى عام 1992، القوة تضم 10آلاف جندي ينتمون إلى 68 دولة. وحسب الصحيفة، يجب على الحكومة اليابانية أن تضع في اعتبارها المساهمة بمزيد من العناصر البشرية في الجهود الأممية لحفظ السلام بما يتناسب مع روح الدستور الياباني الذي يدين الحروب. وتجدر الإشارة هنا إلى أن هذه العملية الأخيرة تُضاف إلى مساهمات سابقة لليابان في عمليات حفظ السلام كما في نيبال ومرتفعات الجولان. الضابطان اليابانيان ستكون مهمتهما - داخل العاصمة السودانية- إدارة قواعد البيانات الأمنية اللازمة لتنسيق عمليات النقل الخاصة بقوات حفظ السلام بجنوب السودان، وهذه المهمة ستعزز من خبرة اليابانيين في هذا النوع من العمليات، لا سيما وأن بلادهم هي ثاني أكبر ممول لهذه العمليات. وحسب الصحيفة، فإن عدد اليابانيين المشاركين في عمليات حفظ السلام أقل من 50 فرداً، علماً بأن عدد عمليات حفظ السلام الأممية وصل إلى 16 عملية يشارك فيها 108 آلاف نسمة. وكلاء التغيير عند أوباما: هكذا عنونت " تورنتو ستار" الكندية افتتاحيتها يوم الأحد الماضي، قائلة إن أوباما فاز برئاسة الولايات المتحدة بسبب تبنيه لشعار واعد تمثل في " التغيير الذي نثق به"، لكنه يواجه بالفعل دعوات من بعض منتسبي حزبه للتراجع عن طموحاته الخاصة بالتغيير. وضمن هذا الإطار، وفي ظل الأزمة الاقتصادية العالمية، لا تستطيع واشنطن الوفاء بوعد كالذي يتعلق بتخفيض الضرائب أو تحقيق الإصلاح في مجالي التعليم والرعاية الصحية، وهذا ما حذر منه منتقدو الرئيس المنتخب. لكن أوباما لا يزال في بداية الطريق، وقد بدأ في اختيار بعض العناصر في إدارته المرتقبة، أملاً في تشكيل "فريق الأحلام" القادر على تحقيق التغيير المنشود. وحسب الصحيفة، فإن المرشحين الذين سماهم أوباما سيعززون الثقة في الولايات المتحدة ويؤكدون على احترام القانون، ويفعّلون الخطط الخاصة بالرعاية الصحية لملايين الأميركيين، وربما يخففون التوتر على الحدود الأميركية- الكندية ، وهذا كله يُعد استراحة جيدة من السنوات الثماني التي قضتها إدارة بوش في الحكم. كثير من التعليقات التي كتبت عن فريق أوباما سلطت الضوء على المخاطر المحتملة المترتبة على اختيار هيلاري كلينتون في حقيبة الخارجية، وما يدور حول هذا الاختيار من ملاحظات تتعلق بزوجها ومصالحه. وباختياره هيلاري في هذه الحقيبة المهمة يسعى أوباما إلى إصلاح التصدعات التي تعرض لها الحزب "الديمقراطي"، والتي طالت أيضاً علاقات الولايات المتحدة بالعالم. ملايين من مؤيدي الحزب "الديمقراطي" يشعرون أن هيلاري ربحت هذا المنصب، وأنها ستكون أكثر حزماً من أوباما في بعض القضايا كالحرب على العراق التي أيدتها والتعامل مع إيران، وستكون سفيراً كفؤاً للولايات المتحدة وستلقى ترحيباً في أوتاوا وفي بقية العواصم العالمية. أوباما اختار "جانيت نابوليتانو" كوزيرة للأمن الداخلي، والتي تقول الصحيفة إنها صديقة لكندا، وتفضل التجارة على "الحرب على الإرهاب" وما يترتب عليها من بناء الأسوار والسياج الحدودية الطويلة، وهذا يهم كندا لأنه منذ الحادي عشر من سبتمبر والاقتصاد الأميركي والكندي يعانيان من تضييق الخناق على الحدود. أما السيناتور "الديمقراطي" السابق "توم داشل"، الذي اختاره أوباما وزيراً للصحة، فإن لديه علاقات قوية بالكونجرس وبخبراء في صياغة السياسات العامة، ولديه التزام أيديولوجي يمكنه من تحقيق ما يصبو اليه أوباما، وهو منح 47 مليون أميركي التأمين الصحي الذي يفتقدونه. وبالنسبة لـ"إيريك هولدور" الذي اختاره أوباما في منصب المدعي العام، فالأمل معول عليه لاستعادة المصداقية في وزارة العدل الأميركية التي خضعت إبان إدارة بوش لسياسات البيت الأبيض كما في معتقل جوانتانامو ومسألة التعذيب، لاسيما وأنه انتقد ادارة بوش بسبب انتهاكها حقوق السجناء. إعداد: طه حسيب