"الثقافة العالمية": تحديات الصين ----------- في العدد الأخير من مجلة "الثقافة العربية" نطالع ملفاً بعنوان "الصين... تحديات الانفتاح والعظمة"، وضمنه دراسة كتبها أغناسيو روحانيه، تحت عنوان "الصين قوة هائلة"، وفيها يوضح أنه خلال عقدين من الزمان على بداية إصلاحاتها الاقتصادية الكبرى إثر وفاة "ماو تسي تونغ" عام 1976... تحول هذا العملاق البشري إلى عملاق اقتصادي يكتسح المسرح الاقتصادي العالمي. حدث ذلك "التحول الصامت" كنموذج للتنمية قائم على غزارة أيدي العمل الرخيصة والمطيعة، وتحولت الصين في فترة وجيزة إلى قوة تصديرية مذهلة. ثم في فترة قصيرة أيضاً أصبحت الصين عملاقاً مستورداً يثير نهمه الذي لا يشبع قلقاً عالمياً كبيراً. وفيما تخلصت الصين تدريجياً من شعارات الأمس، اتبعت دبلوماسية نشطة تختلط فيها المصالح الاقتصادية والمرامي الاستراتيجية. أما عن آفاق المستقبل، فيتوقع الكاتب أن تواصل الصين انطلاقها لترتقي من موقعها الحالي كرابع قوة اقتصادية لتحل محل الولايات المتحدة كأكبر قوة اقتصادية في العالم. وتحت عنوان "آفاق مستقبلية صينية"، يقول "تايو وودانغ" إن الصين ليس لديها ذلك الطموح "المسيحي" (التبشيري) كما لدى الولايات المتحدة، لكنها تريد احتلال مكانتها الشرعية والتاريخية في آسيا والعالم. بيد أن مستقبل الصين مرهون بقيود قوية، ومنها القيد الجغرافي المتمثل في مساحة الصين الشاسعة وحدودها الخارجية الطويلة، وكذلك الحجم السكاني الهائل، والذي يشكل تحدياً اقتصادياً حقيقياً يهدد النظام. ويرى "جون إل. تورنتون"، في دراسته حول "فجوة القيادة الصينية"، أنه لا يوجد من بين جميع التحديات التي تواجه الصين، ما هو أكثر خطراً ولا أكثر تهبيطاً للهمة، من تنشئة جيل جديد من القادة المهرة النزيهين والملتزمين بالخدمة العامة والراضين بالمساءلة والمحاسبة من الشعب الصيني ككل. وحسب الكاتب فإن استنزاف العقول للخارج، أدى إلى هبوط في نوعية المسؤولين من المستويات الوسطى، وهم عناصر الطبقة التي تعتمد عليها عملية الإصلاح. ------------- FUTURIST كيف تعيش إلى ما بعد المئة -------- استقراء المستقبل هو المحور الرئيس لدورية Futurist التي تصدر كل شهرين عن جمعية المستقبل العالمية ومقرها ولاية ميريلاند الأميركية. ففي مقال تحت عنوان "ما الذي نتعلمه من المعمرين المئويين" كتب"ليونارد بوم" البروفيسور في دراسات الشيخوخة بجامعة جورجيا يقول إن الأبحاث الأخيرة تشير إلى زيادة عدد الأشخاص الذين يعيشون مئة عام أو أكثر بين السكان في الدول الصناعية حيث يوجد في الوقت الراهن معمر مئوي وسط كل 10 آلاف مقيم. ويضيف"بوم" إن طول عمر الشخص يتوقف بنسبة 30% على الجينات وبنسبة 70% على البيئة، وأن هناك عوامل مشتركة تؤدي إلى طول العمر وأن معظم الأشخاص الذين يصلون إلى هذا العمر يكونون غالباً من النوع الذي يمارس الرياضة بانتظام، ويحرص على تناول وجبة إفطاره يومياً، ويستهلك كميات كبيرة من فيتامين "أ" ومن مادة" الكارتونويدز"، وأن الأشخاص الذين عاش والداهم حتى التسعين أو المئة من أعمارهم تكون احتمالات وصولهم إلى هذا العمر أعلى من غيرهم. وفي نفس العدد، تقرير منشور في موقع وزارة الخارجية الأميركية عن "فيلق الاستجابة المدنية" وهو قوة من المتطوعين الحكوميين الذين يتمتعون بخبرات متخصصة مهمة، كأطباء ومهندسين ومحامين وخبراء زراعة ورجال شرطة ومديرين عموميين... يتم نشرها في الأجزاء المضطربة من العالم لتقديم المشورة للمسؤولين المحليين والمساعدة على تطوير البنيات الأساسية المتدهورة. وجاء في التقرير أن كوندوليزا رايس ترى أن هذا الفيلق سيساهم في خلق مستقبل أكثر سلاماً حيث يعمل حالياً في العراق وأفغانستان وتشاد وهايتي، وكوسوفو، ولبنان، والسودان، وأن الخبراء المدنيين لديهم الكثير مما يمكن أن يقوموا به في تلك الأماكن، وأنها طالما عارضت استخدام القوات العسكرية في تحقيق الاستقرار، وأن موافقة الكونجرس على توفير التمويل اللازم لهذا الفيلق يعد استثماراً في محله، وخطوة لتغير الطريقة التي تتعامل بها أميركا مع العالم.