تحديات صعبة أمام الاقتصاد البريطانيودعوة للتصدي للإرهاب البحري انعكاس الأزمة المالية العالمية على بريطانيا، ونهج باراك أوباما المتوقع في مقاربة مشكلات الشرق الأوسط، وزيارة وزىر الخارجية البريطاني إلى سوريا، وتزايد نشاط الإرهاب البحري... موضوعات نسلط عليها الضوء ضمن إطلالة أسبوعية على الصحف البريطانية: الاقتصاد الجديد: تحت عنوان "بريطانيا ليست مستعدة بعد للاقتصاد العالمي الجديد، عنونت "الأوبزرفر" افتتاحيتها يوم الأحد الماضي، مشيرة إلى أنه لم يكن أحد يتوقع أن يتمكن قادة الدول العشرين في يوم واحد من حل أزمة ظلت في طور التشكل لعدة عقود، ولكن الشيء الذي كان باعثاً على بعض الطمأنينة هو أن قادة الاقتصادات الكبرى في العالم، قد بدؤوا أخيراً يتحدثون عن العمل المنسق. ونبهت الصحيفة إلى أن القمة الأخيرة لم تكن نسخة طبقة الأصل من مباحثات "بريتون وودز"، التي أعادت تشكيل النظام المالي العالمي عام 1944، إلا أن تلك المباحثات يمكن أن تتخذ كنموذج يمكن الاهتداء به في إجراء المحادثات المستقبلية، أو في معرفة العواقب التي يمكن أن تنتج عن فشلها، وأهمها احتمال سقوط نظام التجارة العالمي، وتحول الانكماش الحالي إلى كساد. وتقول الصحيفة إن الاقتصاد البريطاني باعتباره من أكبر الاقتصاديات المفتوحة في العالم معرض للخطر، وهو ما يمكن تبينه من تصريح أدلى به "كيفين وارش" أحد محافظي الاحتياطي الفيدرالي الأميركي الذي وصف الأزمة الحالية بقوله:"إن العالم يشهد في الوقت الراهن إعادة مراجعة وتقييم شاملة للأصول، وأن الاقتصاد البريطاني باعتماده المكثف على المضاربات العقارية والخدمات المالية لن يخرج سليماً من تلك المراجعات. والعزاء الحقيقي في نظر الصحيفة هو أن قادة العالم قد أصبحوا يفكرون الآن بشكل جماعي في كيفية إعادة النظام العالمي ـ الذي يبدو أن بريطانيا ليست مستعدة له كما يجب ـ إلى المسار الصحيح، ولكنها أضافت أن الموقف يستلزم أيضاً أن تقوم السلطات المالية المسؤولة بتقديم تقرير شامل عن الطريقة التي ستساهم بها بريطانيا في ذلك الاقتصاد، والركائز التي سيتم بناء ثروة الأمة عليها. توقعات حول أوباما: بعبارة "نهج أوباما المتوقع في مقاربة أزمات الشرق الأوسط" عنون"جيديون راتشمان" مقاله المنشور بصحيفة "فاينانشيال تايمز" قائلاً إن الزعماء ينقسمون إلى نوعين فيما يتعلق بمقاربة المشكلات التي تواجههم: النوع الأول هو الذي يميل إلى مقاربة تلك المشكلات واحدة فواحدة.. والنوع الثاني يميل إلى معالجتها ككتلة واحدة، وأنه يتوقع أن يكون الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما من النوع الأول أي الذي يؤمن بأن النجاح في حل مشكلة، يساعد على توليد زخم يساعد بدوره على مقاربة المشكلة التالية وهكذا. وهو يتوقع أيضاً أن الأزمة المالية الطاحنة التي تمر بها الولايات المتحدة، سوف تستهلك جل وقت أوباما، وأنه حتى إذا ما توافر له وقت للتفرغ للسياسة الخارجية، فإن الصراع الإسرائيلي- العربي سيحتل مرتبة متأخرة على لائحة أولوياته، وأنه سيأتي بعد موضوعات العراق، أفغانستان، التغير المناخي، إيران، الاقتصادات الدولية، وروسيا.مع ذلك، يرى الكاتب أن وضع الصراع الإسرائيلي- العربي على شعلة الموقد الخلفية سيكون عاراً على أميركا، ليس لأن حل ذلك الصراع يمكن أن يفتح الطريق لحل أو حلحلة باقي المشكلات، وإنما لأن الوضع هناك ـ حتى لو كان هادئاً إلى حد ما في الوقت الراهن -لا يزال خطراً، وغير مستقر، ويمثل كارثة محققة للسكان، ولأن المشكلة الفلسطينية في اعتقاده إذا تم إهمالها فإنها ستقفز مجدداً إلى شعلة الموقد الأمامية، من خلال الانفجار في وقت قد لا يكون مريحاً على الإطلاق لإدارة أوباما الجديدة. *"مغزى زيارة "ماليباند" إلى سوريا": في افتتاحيتها أمس ترى "الديلي تلغراف" أن وزير الخارجية البريطاني "ديفيد ماليباند" لخص بشكل دقيق المأزق الدائم الذي يواجهه الغرب في التعامل مع دمشق، وذلك عقب المباحثات التي أجراها مع رئيسها أول من أمس في العاصمة السورية، عندما قال" إن النظام السوري يمكن أن يكون قوة للاستقرار في الشرق الأوسط، كما يمكن أن يكون قوة لزعزعة الاستقرار، وأن على الغرب أن يعمل على إقناع ذلك النظام بأنه قوة استقرار خصوصاً بعد الإشارات المشجعة التي خرجت من دمشق مؤخراً، والتي تفيد برغبة قادتها في الخروج من الصقيع السياسي الذي كانت تعيش فيه، والانخراط من جديد في الجهود الرامية لحل مشكلة الشرق الأوسط. *"الإرهاب البحري": في افتتاحيتها أمس تحت هذا العنوان تناولت"التايمز" نشاط القراصنة الصوماليين في خليج عدن، والذي تصاعدت وتيرته تدريجياً حتى بلغ ذروته منذ أيام باختطاف ناقلة نفط سعودية ضخمة تحمل كميات هائلة من الخام تبلغ قيمتها 100 مليون دولار تقريباً على ظهرها واقتيادها إلى أحد الموانئ الصومالية حيث تدور المفاوضات بين القراصنة والسلطات السعودية من أجل الإفراج عنها مقابل فدية. وخطورة هذا الاختطاف يرجع إلى أن الناقلة كانت تبحر على بعد 450 ميلا بحريا جنوب شرقي ميناء "مومباسا" الكيني وهو ما يعني أن القراصنة قد قاموا بتطوير عملياتهم وأصبحوا أكثر خبرة واستعداداً، وأرقى تسليحاً، ودعت الصحيفة إلى التصدي لتلك الظاهرة التي تهدد التجارة العالمية واعتبرت أنها تمثل إرهاباً بحرياً يساهم في النهاية في تعزيز الإرهاب العالمي، ودعت إلى عدم الاكتفاء بالدوريات التي تقوم بها دول الاتحاد الأوروبي وحلف "الناتو" في حماية الممرات المائية، وإنما العمل إلى جانب ذلك على سن قوانين جديدة، ووضع قواعد اشتباك غير تلك المعمول بها الصومال حالياً، ورسم استراتيجيات جديدة، والتفويض باستخدام القوة ضد القراصنة الذين يهاجمون السفن بالزوارق السريعة والمدافع الرشاشة وتقديم من يتم القبض عليه منهم إلى العدالة، وأشارت إلى حقيقة أن الآن قد أصبحت دولة فاشلة، ومفلسة، وتسودها الفوضى، وينعدم فيها القانون وأنه لا يمكن حل تلك الظاهرة بشكل نهائي إلا بانتشال الصومال من أزمتها التي تكتفي بالوقوف عند شواطئها وإنما ستقفز بعد ذلك إلى البحر، كما يرى العالم كله في الوقت الراهن. إعداد: سعيد كامل