مزايدات سياسية حول غزة... والانتخابات البلدية صفعة لليكود --------- انتهاكات الهدنة في قطاع غزة، ومؤتمر حوار الأديان الذي عقد في نيويورك، ونتائج الانتخابات البلدية الإسرائيلية، ونذر الأزمة الاقتصادية... موضوعات من بين أخرى نعرض لها ضمن قراءة في الصحافة الإسرائيلية. ---------- "أوقفوا قرع طبول الحرب": كان هذا هو العنوان الذي انتقته صحيفة "هآرتس" لافتتاحية عددها لأمس الثلاثاء، والتي خصصتها للتعليق على الأصوات التي بدأت تتعالى في إسرائيل مطالبة بإعادة احتلال قطاع غزة عقب قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي لنفق في غزة بدعوى أنه كان سيستخدم لاختطاف جنود إسرائيليين، وما تلا ذلك من إطلاق لصواريخ فلسطينية على سيديروت وعسقلان والنقب. بيد أن الصحيفة اعتبرت أن الأخطر من التصعيد الميداني هو مزايدات السياسيين الإسرائيليين وسط أجواء الحملة الانتخابية الساخنة، حيث بات بعضهم يدعو إلى غزو القطاع وإعادة احتلاله، بينما يدعو آخرون إلى محو "حماس" من الوجود. وهنا قالت الصحيفة إن على من يريدون احتلال غزة من جديد أن يتذكروا أن إسرائيل وافقت على الهدنة لأنها أدركت أن ثمن عملية عسكرية كبرى في غزة سيكون باهظاً جداً، مضيفة أن الجيش الإسرائيلي ووزير الدفاع مازالا يعارضان مثل هذه العملية، وأن الحجج التي يدفعون بها لم تتغير. الصحيفة قالت إنه من شأن هذه العملية أن تؤدي إلى "احتلال مباشر وطويل ومعقد" لغزة، وتجعل من الجنود الإسرائيليين أهدافاً سهلة، من دون وجود ما يضمن أن مثل هذه العملية ستنجح في وقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل. وفي ختام افتتاحيتها، قالت الصحيفة إن فشل السياسة الإسرائيلية لا يكمن في تجنب الحرب في غزة، وإنما في فشلها في الاعتراف بالحاجة إلى حوار مع زعامة فلسطينية موحدة. واعتبرت أنه في الحالة الراهنة بين إسرائيل وحماس، لا يوجد خيار أفضل من تبني أخف الضررين وإصلاح الهدنة المنتهكة. "الملك وبيريز": تحت هذا العنوان، نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" افتتاحية عددها ليوم السبت، والتي أفردتها للتعليق على مؤتمر حوار الأديان، الذي عُقد الأسبوع الماضي بمقر الأمم المتحدة في نيويورك بدعوة من العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز ومشاركة عدد من زعماء العالم من بينهم الرئيس الأميركي جورج بوش، ورئيس الوزراء البريطاني جوردون براون، والرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريز، إضافة إلى رؤساء وملوك سبع دول عربية، والذي يأتي استمراراً لمؤتمر حوار الأديان، الذي عقد في يونيو الماضي بمدريد الإسبانية تحت رعاية سعودية. وعن دوافع عقد المؤتمر، نقلت الصحيفة عن وزير الإعلام السعودي السابق محمد عبده يماني قوله بعد مؤتمر مدريد: "لم يكن لدينا خيار سوى إعلان "الجهاد" الذي يشمل الحوار مع الآخر وتفسير الحقائق بشكل دقيق حتى يعرفوا ما هو الإسلام". وقالت الصحيفة إن المؤتمر ينبغي أن ينظر إليه في سياق الجهود التي تبذلها السعودية من أجل تعزيز مكانتها الإقليمية، جهود تشمل - حسب الصحيفة دائماً - البحث عن دور كصانع للسلام والسعي إلى تعزيز النفوذ السياسي. وفي هذا السياق، قالت الصحيفة "إن الحكومة السعودية، بوصفها أكبر مصدر للنفط في العالم، قلقة -على نحو يمكن تفهمه- من تهاوي أسعار النفط، وما يعنيه ذلك من انعكاسات على قوتها السياسية". واعتبرت أن رمزية جلوس الملك عبدالله أثناء إلقاء شيمعون بيريز خطابه يوم الأربعاء وحضورهما مأدبة العشاء في القاعة نفسها أمران "يبعثان برسالة مشجعة". "ضربة محرجة لليكود": المحلل السياسي "أتيلا سومفالفي" خصص مقاله في عدد يوم الأربعاء من صحيفة "يديعوت أحرنوت"، لقراءة نتائج الانتخابات البلدية التي شهدتها إسرائيل الأسبوع الماضي حيث يُنظر إلى هذه الأخيرة كمحطة لاختبار قوة وشعبية الأحزاب الإسرائيلية قبل الانتخابات التشريعية المقررة في 10 فبراير المقبل. وفي هذا السياق قال الكاتب: إن بنيامين نيتانياهو وحزبه (الليكود) بذلاً جهوداً كبيرة في الانتخابات الأخيرة، وبخاصة في القدس المحتلة، ولكن النتائج كانت مخيبة للآمال وغير مشجعة، مستبعداً أن يكون الحزب قادرا على ضمان حتى مقعد واحد لحزب في مجلس المدينة. وبذلك، يقول "سومفالفي"، يكون الحزب "اليميني" قد تلقى "ضربة قوية"، وهو الذي كانت جل استطلاعات الرأي الأخيرة تشير إلى تقدمه. وتساءل "سومفالفي" ما إن كانت هذه النتيجة ستؤثر على الانتخابات العامة المقبلة. ولكنه استبعد ذلك على اعتبار أن العلاقة خلال السنوات الأخيرة بين الانتخابات البلدية والانتخابات العامة كانت ضعيفة؛ وبالتالي، يستنتج "سومفالفي"، إنه سيكون من الخطأ القول إن هزيمة الليكود في القدس تعد مؤشراً أيضاً على هزيمته في المدينة خلال الانتخابات العامة المقبلة. إسرائيل على شفير الأزمة: في مقال له بعدد أمس من صحيفة "هآرتس" رأى الصحفي "نيهيميا شتراسلر" أن الوضع الاقتصادي الحالي في إسرائيل يشبه إلى حد كبير الأزمة التي عصفت بإسرائيل في 2001، معتبراً أن الوضع الاقتصادي الحالي يهدد بالتحول إلى أزمة حقيقية صعبة؛ حيث يقول إن الشركات في إسرائيل باتت مهددة، واستقرار البنوك وشركات التأمين وصناديق الاستثمار في خطر، محذراً من أن الكساد بات على الأبواب، بما يعنيه ذلك من تسريح للعمال وارتفاع للبطالة والتضخم في حال لم يتم اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة. والمطلوب الآن، حسب "شتراسلر"، هو خطة اقتصادية عاجلة من أجل تنشيط الاقتصاد و"شن حرب على الخطر لاجتماعي الأكبر على الإطلاق، ألا وهو البطالة". ويرى أن ذلك يتأتى عبر ثلاث خطوات رئيسية، أولاها: تخفيض مهم للضرائب بمختلف أنواعها خلال العامين المقبلين -2009 و2010 – على اعتبار أن خفض الضرائب هو أفضل محفز اقتصادي بالنسبة للقطاع التجاري، ولأنه سيحول دون تسريح العمال. وثانيها: هو كيفية التعاطي مع الميزانية. وفي هذا السياق يشدد "شتراسلر" على أهمية عدم زيادة الإنفاق الحكومي حتى لا تقع الحكومة في عجز كبير وخطير، وعلى ضرورة تغيير ترتيب الأولويات داخل الميزانية الحالية عبر رصد مخصصات مالية أكبر للأنشطة المشجعة للنمو وأقل للنفقات غير الضرورية. أما الخطوة الثالثة والأخيرة، فتتمثل في اغتنام هذه الفرصة لتبني مجموعة سريعة من الإصلاحات التي من شأنها أن تشكل "وقوداً عالي الجودة لمحرك النمو"، وتشمل إصلاح العديد من المؤسسات الوطنية وأسلوب إدارتها. إعداد: محمد وقيف