حتى لو اتفقنا مع الدكتور عمار علي حسن فيما ذكره في مقالته القيمة: "الإسلام والعلمانية... حدود الاختلاف والائتلاف" من أن بعض الإسلامويين يفتعلون ثنائية حدية مبالغ فيها بين الإسلام والعلمانية، إلا أن ذلك لا يعني أن الإسلام والعلمانية ليسا مختلفين. والحقيقة أنهما مختلفان، ولكن للاختلاف أيضاً درجات. وقد واجه الإسلام في عصوره الأولى الفلسفة والحكمة اليونانية وطرح الفلاسفة المسلمون الأوائل إشكالية التوفيق بينهما فبحثوا عن أوجه اتصالهما وانفصالهما، ولكنهم لم ينفوا عدم اختلاف الشريعة والحكمة. والعلمانية اليوم هي في أحسن الأحوال شبيهة بتلك الحكمة اليونانية. أشرف الحسيني - القاهرة