أوباما يواجه تحدي العراق... ومد "الأزمة" يضرب سواحل اليابان -------- موقف الرئيس الأميركي الجديد من حرب العراق، وإعدام منفذي هجمات بالي في إندونيسيا، ووصول مد الأزمة المالية العالمية إلى سواحل اليابان... موضوعات من بين أخرى نستعرضها بإيجاز ضمن قراءة سريعة في الصحافة الدولية. -------- أوباما وحرب العراق: صحيفة "ذا هيندو" الهندية ذكَّرت في افتتاحية لها بموقف الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما من حرب العراق، والمتمثل في سحب القوات الأميركية في غضون ستة عشر شهراً من دخوله البيت الأبيض، ولكنها رأت أن ثمة مؤشرات على وجود ضغوط تمارس على الرئيس الجديد قد تحمله على التراجع عن هذا الموقف، ومن ذلك رفض القادة العسكريين الثلاثة الأوائل المسؤولين عن العمليات العسكرية في العراق ومعارضتهم لفكرة وضع جدول زمني ثابت، وسحب كتيبتين عسكريتين في الشهر، مثلما كان أوباما قد وعد بذلك خلال حملته الانتخابية. وفي هذا السياق قالت الصحيفة إنه إذا كان أوباما قد أكد خلال زيارته لبغداد خلال حملته الانتخابية على أنه بصفته قائداً أعلى للقوات المسلحة سيتمتع بصلاحية اتخاذ القرارات، فإنه لم يعبر صراحة عن رفضه لموقف الجيش الراغب في أن يكون هو المتحكم في وتيرة إعادة الانتشار العسكري على اعتبار أن لديه فهماً أفضل للوضع الميداني. ورأت الصحيفة أن أوباما، بوصفه سياسياً يدين بجزء كبير من انتصاره الانتخابي العريض لموقفه المناوئ للحرب، ينبغي ألا يتردد في فرض إرادته على الجنرالات، وأن "يتصرف وفق المبدأ الدستوري الذي ينص على أن الرئيس، وليس الجيش، هو الذي يصنع السياسة الخارجية". وفي ختام افتتاحيتها، ذكرت الصحيفة بما كان يردده أوباما خلال حملته الانتخابية من أن من شأن تحديد إطار زمني لإنهاء الاحتلال أن يرغم الحكومة العراقية على التصالح مع الواقع وإصلاح خلافاتها مع الخصوم السياسيين والتخلي عن اعتمادها على القوات الأجنبية، معتبرة أن أي تردد أو تراجع عن هذا الموقف سيكون مكلفاً سياسياً بالنسبة للإدارة المقبلة، ناهيك عن كونه أمراً لا يمكن الدفاع عنه أخلاقياً. طي صفحة "بالي": صحيفة "سانداي مورنينج هيرالد" الأسترالية أفردت جزءا من افتتاحية للتعليق على تنفيذ حكم الإعدام في إندونيسيا في حق الرجال الثلاثة المدانين بتنفيذ تفجيرات بالي عام 2002 التي أسفرت عن مقتل 202، من بينهم 88 أستراليا. الصحيفة قالت إنه إذا كان يمكن تفهم ترحيب بعض عائلات الضحايا بهذا الأمر، فإن عقوبة الإعدام من الأرجح أن تأتي بنتائج عكسية على الأرض، وذلك نظراً لأن إعدام الرجال الثلاثة قد يثير ردود فعل عنيفة من قبل المتشددين ويشكل دافعاً لمزيد من الأعمال الإرهابية. مراجعة سياسة سيئول تجاه بيونج يانج: تحت هذا العنوان نشرت صحيفة "ذا هيرالد" الكورية الجنوبية افتتاحية عددها ليوم أمس الخميس والتي خصصتها للتعليق على ما اعتبرتها "تطورات مهمة" بخصوص كوريا الشمالية، ومن ذلك زيارة وفد من الضباط العسكريين من الجارة الشمالية الأسبوع الماضي للمجمع الصناعي الذي أنشئ لشركات "جنوبية" شمال المنطقة منزوعة السلاح، واستفسار رئيس الوفد العسكري بشأن المدة التي سيتطلبها انسحاب هذه الشركات، مذكرة بأن الزيارة أعقبت تهديدات "شمالية" في وقت سابق بإغلاق المجمع. وبالمقابل، لفتت الصحيفة إلى أن بعض الدفء بدأ يدب في العلاقات الأميركية- الكورية الشمالية، مشيرة في هذا الصدد إلى أن دبلوماسياً "شمالياً" التقى الأسبوع الماضي في واشنطن بمسؤولي وزارة الخارجية الأميركية، ثم بمساعدي أوباما الذي قال خلال حملته الانتخابية إنه مستعد لمقابلة الزعيم الكوري الشمالي كيم يونج إيل. وكل هذه التطورات، تقول الصحيفة، تشير إلى أن التوتر آخذ في الازدياد بين "الشمال" و"الجنوب" بموازاة مع ظهور مؤشرات على بعض التحسن في العلاقات بين بيونج يانج وواشنطن. غير أنها رأت أن لقاء يجمع أوباما بـ"كيم" يفترض ألا يمثل مبعث قلق بالنسبة لكوريا الجنوبية، بل إنها رأت أن على سيئول أن تساعد على التقريب بين واشنطن وبيونج يانج إذا كان ذلك سيساعد على تفكيك أسلحة كوريا الشمالية النووية وإقناع "الشمال" بضرورة نبذ الاستفزازات العسكرية ضد "الجنوب"، مشددة على أن الوقت قد حان كي تعيد إدارة الرئيس لي ميونج باك النظر في سياستها تجاه "الشمال" وتستعد لتغيرات قد تطرأ على العلاقات بين الكوريتين. "الأزمة المالية تضرب اليابان: دقت افتتاحية لصحيفة "جابان تايمز" ناقوس الخطر، محذرة من وصول الأزمة المالية العالمية إلى اليابان. وفي هذا السياق أشارت الصحيفة إلى تكبد الشركات اليابانية لخسائر كبيرة بسبب الأزمة، وفي مقدمتها شركة تويوتا لصناعة السيارات؛ حيث تقول إن ارتفاع قيمة "الين" الياباني وتباطؤ الاقتصاد العالمي مثلما هو ملاحظ في انخفاض مبيعات السيارات في الولايات المتحدة وأوروبا دفع أكبر شركة لصناعة السيارات في اليابان إلى خفض توقعاتها بشأن الأرباح في 2008 بنسبة 73.6 في المئة مقارنة مع 2007. كما نقلت الصحيفة عن معهد "شينكو" للبحوث قوله إن 694 شركة غير مالية مدرجة في سوق طوكيو للأوراق المالية شهدت انخفاضاً في أرباحها للفترة من أبريل إلى سبتمبر بنسبة 25 في المئة مقارنة مع العام الماضي. وضمن التداعيات الاجتماعية لهذه الأزمة، قالت الصحيفة إن الأشخاص العاطلين عن العمل هم الأشد تأثراً، مشيرة في هذا الصدد إلى انخفاض معدل الوظائف المتاحة مقابل طلبات العمل للشهر الثامن على التوالي، وإلى أن الشركات التي تعتمد على التصدير، مثل تلك العاملة في قطاع الإلكترونيات وقطاع السيارات، بدأت تسرّح عمالها غير الدائمين. واعتبرت الصحيفة أنه على رغم أن الحكومة وضعت حزمة حوافز اقتصادية للتخفيف من آثار الأزمة، إلا أن تطبيقها سيتطلب بعض الوقت، داعية الشركات إلى مواجهة الأوقات العصيبة الحالية عبر ترشيد وعقلنة أسلوب الإدارة المتبع على نحو لا يقوم على تسريح العمال. إعداد: محمد وقيف