اعتلى باراك أوباما الأميركي ذو الأصول الأفريقية قمة الهرم السياسي في الولايات المتحدة في سابقة هي الأولى من نوعها. ولهذا تُعد نقطة تحول في طريق الديمقراطية الأميركية تحسب لها لا عليها. فوز أوباما في هذه الحقبة من التاريخ الأميركي، استراتيجية، توافق ما لديه من ازدواجيات في أصوله، وهو ما تحتاج إليه أميركا خلال هذه الفترة، فهو أفريقي الأصل، أبوه مسلم، وهو مسيحي الديانة، فبانتمائه الأميركي، يستطيع أن يكون وسيطاً لبقاً مع المسلمين بحكم جذوره، والأمر نفسه بالنسبة للقارة السمراء بني جلدته، التي تكمن في أرضها كثير من الثروات. لكن لا يُرتجى من أوباما فائدة كبيرة لقضايانا العربية والإسلامية، سواء في فلسطين والعراق ولبنان، أو الشرق الأوسط الكبير -على حد زعمهم- أو الجريح، فها هو يعقد اجتماعات مغلقة مع بوش ليتلقى منه دروس مواصلة المسيرة الأميركية التي اصطلينا بجحيمها، لكن بشكل وأسلوب مختلفين. فعلى العرب أن يتوحدوا إذا أرادوا لحالهم صلاحاً ولضعفهم قوة، وأن يفقدوا -بما سلف من دروس- الثقة في أميركا، وأن ينبذوا سياسة "الانتظار"، فكلما تأزمت عُقد مشاكلهم انتظروا انفراجاً على يد الزعيم الأميركي المنتظر، وبذلك ينتقل حالنا من سيئ إلى أسوأ كلما جاء رئيس جديد لأميركا. وأخيراً أتمني أن تثبت الأيام عكس ما أعتقد لصالح العالم. سليمان العايدي- أبوظبي