نتنياهو يزحف نحو السلطة... وإصرار على عدم التفاوض مع "حماس" تطرقت الصحافة الإسرائيلية خلال هذا الأسبوع إلى جملة من القضايا والعناوين من أهمها: الصراع مع "حماس"، وعودة بنيامين نتنياهو إلى السياسة الداخلية، والانتخابات الجارية في القدس لاختيار عمدتها، ثم علاقة باراك أوباما بإسرائيل. "اصغوا لحماس": نداء توجهه "هآرتس"- في افتتاحيتها ليوم الإثنين الماضي- للحكومة الإسرائيلية على خلفية التصريحات الأخيرة التي أدلى بها رئيس الوزراء المقال وزعيم حركة "حماس" إسماعيل هنية، والتي وصف فيها الأراضي المحتلة عام 1967 بأنها الدولة الفلسطينية "في الوقت الحاضر". فقد أوضح لمراسلة الصحيفة "أميرة هاس" أن حكومة "حماس" مستعدة لقبول دولة فلسطينية على حدود 67، وفي المقابل ستمنح إسرائيل هدنة طويلة إذا ما اعترفت هذه الأخيرة بالحقوق الوطنية للشعب الفلسيطيني. ومع أن تصريحات هنية قد لا تبدو غريبة، ولا تحمل أي جديد مقارنة مع ما قيل في السابق، إلا أنها تأتي في سياق من الأحداث يجعلها مليئة بالدلالات والمضامين من أهمها تجدد العنف في قطاع غزة بين الناشطين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي، بالإضافة إلى ظهور نتائج الانتخابات في الولايات المتحدة وإعلان خالد مشعل استعداد "حماس" للتفاوض مع الإدارة الأميركية الجديدة، دون أن ننسى مساعي المصالحة بين "فتح" و"حماس" وقرب انتهاء ولاية رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس. لكن رغم هذا الانفتاح من قبل "حماس"، تلاحظ الصحيفة أن إسرائيل مازالت مصرة على موقفها القديم الرافض بشدة الدخول في مفاوضات سياسية مع الحركة مع أنها تجري حواراً غير مباشر معها. ولا تتردد الصحيفة في تحميل المسؤولية لإسرائيل لأنها لم تقدم أي إشارات تبعث على التفاؤل طيلة الفترة السابقة حتى على المستوى الاقتصادي، إذ مازال الفلسطينيون يعانون من تبعات الحصار المفروض على قطاع غزة. والأكثر من ذلك لا ترى الصحيفة ضيراً في اعتراف إسرائيل بالقوى السياسية الفلسطينية التي تحظى بشعبية واسعة وتمثل الناخبين حتى لو كانت "حماس". "نتنياهو والزحف نحو السلطة": خصص المعلق الإسرائيلي "ياؤول ماركوس" مقاله المنشور في "هآرتس" يوم أمس الثلاثاء للحديث عن تجاذبات الساحة السياسية الإسرائيلية والصراعات المحتدمة بين الشخصيات العامة والأحزاب السياسية للفوز في الانتخابات القادمة وقيادة إسرائيل في المرحلة المقبلة. وأهم الوجوه البارزة حالياً في الساحة السياسية يشير الكاتب إلى وزيرة الخارجية تسيبي ليفني التي فشلت في تشكيل حكومة خلال الفترة المتاحة لها، وحليفها إيهود باراك الذي بدأ في التململ بحثاً عن مكان له داخل الحكومة القادمة، وأخيراً النجم العائد وزعيم حزب "الليكود" بنيامين نتنياهو بعدما اعتبره الجميع خارج اللعبة السياسية عقب هزيمته الساحقة أمام أرييل شارون. ففي تلك الفترة التي صعد فيها شارون إلى السلطة حصلت تغيرات جوهرية في المزاج العام داخل إسرائيل بعد انفصاله عن حزب الليكود الذي استقطب منه شخصيات وازنة انضمت إلى حزبه الجديد، "كاديما”. وقبل سقوط شارون في غيبوبته كانت جل التوقعات تمنح حزبه عدداً كبيراً من مقاعد الكنيست يصل إلى 48 مقعداً. وفيما كان ينتظر الإسرائيليون وعود السلام التي قطعها شارون على نفسه وحل المشكلة الفلسطينية على نحو نهائي حتى دون التوصل إلى اتفاق كما فعل بانسحابه الأحادي من قطاع غزة، انسحب من الحياة العامة وترك المجال لخليفته إيهود أولمرت الذي أضعف الحزب وأفقده الكثير من بريقه ليصل الأمر في الأخير، حسب الكاتب، إلى نتنياهو الذي عرف كيف يستغل الصراع بين حزبي كاديما والعمل ويطرح نفسه كبديل جديد لقيادة إسرائيل. "انتخابات القدس": أفردت صحيفة "جيروزاليم بوست" افتتاحيتها ليوم الإثنين الماضي للانتخابات التي شهدها مدينة القدس لاختيار عمدتها، بالإضافة إلى مجلسها المنتخب، حيث سيتعين على المرشحين الحصول على نسبة لا تقل عن 40% من الأصوات وإلا ستجرى جولة ثانية من الانتخابات سيتقرر على إثرها عمدة المدينة الذي سيتولى تدبير شؤونها. وفي هذا السياق تتوجه الصحيفة بمجموعة من النصائح التي تقدمها لسكان القدس على شكل أسئلة يتعين طرحها قبل التوجه إلى مراكز الاقتراع والإدلاء بأصواتهم، من بينها من هو المرشح الأفضل القادر على تسيير الدوائر المختلفة المكلفة بتوفير الخدمات للسكان؟ ومن هو المرشح الأقدر على تمثيل روح المدينة "الصهيوني" كما تقول الصحيفة؟ فبالإضافة إلى الخدمات التي يهم سكان المدينة تحسنها ضمن شروط أفضل تزيل بعض الإهمال الذي طال مدينتهم والتخفيف من البيروقراطية التي تقف حائلاً دون الاستثمار وإنجاز المشاريع، تنبه الصحيفة إلى التعبير من خلال هذه الانتخابات عن روح الحركة الصهيونية التي تكفل حقوق اليهود كما تقول. لكنها أيضاً تؤكد على ضرورة الاهتمام بسكان القدس الشرقية وبالأحياء العربية خاصة، لأن السيادة اليهودية على المدينة، حسب الصحيفة، تأتي معها المسؤولية والحاجة إلى العناية بسكانها. "أوباما والعلاقة مع إسرائيل": في مقاله المنشور على صفحات "يديعوت أحرونوت" يوم الإثنين الماضي، يدعو الكاتب والصحفي الإسرائيلي "إلكاييم حائتزني" أوباما إلى الابتعاد عن إسرائيل وتركها تتدبر أمرها دون تدخل، أو ضغط. فقد أثارت الإشارات التي أرسلها أوباما- سواء خلال حملته الانتخابية، أو بعد فوزه- حفيظة الكاتب وأججت مخاوفه بشأن الدور الذي ستلعبه أميركا واحتمال ضغطها على إسرائيل في فترة باراك أوباما. ويستند الكاتب في هذا التقييم أو التخوف، على مجموعة من الشواهد مثل تعليق الرئيس محمود عباس ومساعديه بعد لقائه بالرئيس المنتخب أوباما وقوله إنه سمع أشياء لم يسمعها من قبل في لقاءاته السابقة مع المسؤولين الأميركيين، فضلًا عن تصريح أوباما نفسه بضرورة التوصل إلى حل عاجل للصراع العربي-الإسرائيلي حتى يساعد ذلك الدول العربية على الوقوف مع أميركا في القضايا المهمة بالعراق وأفغانستان. ويخشى الكاتب أيضاً أن يُسقط الرئيس الأميركي المنتخب شرط القضاء على الإرهاب قبل تقديم إسرائيل لتنازلات دبلوماسية للسلطة الفلسطينية، ومع أن البعض داخل إسرائيل احتفى بتعيين رام إمانوييل ككبير موظفي البيت الأبيض باعتباره يحمل الجنسية الإسرائيلية، إلا أنه يذكر القراء أن إمانوييل نفسه حذر رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو عندما كان موظفاً في إدارة كلينتون برد حاسم إذا لم تغير إسرائيل سياستها. هذا التدخل في الشؤون السياسية- كما يراه الكاتب- يثقل كاهل إسرائيل ويعرقل حركتها، لذا يطالب الإدارة الأميركية الجديدة بالبقاء بعيداً وترك الدولة العبرية تتدبر أمورها. إعداد: زهير الكساب