لاشك أن مشروع المصالحة الوطنية الذي يجري العمل عليه في لبنان حالياً، هو في المقام الأول "مصالحة مع العقل والآخرين"، كما قال غازي العريضي في مقاله الأخير. فإذا استحضرنا وظيفة العقل وأنواره الكاشفة لما وراء حجب الجزئيات، فلن نجد في الواقع اللبناني ما يبرر الفرقة والشقاق، بل سنلقى كل الموجبات الداعية إلى التقارب والتلاحم والتآخي تحت مظلة الوطن ومصالحه وأطره الجامعة... وعندئذ "سنكون قادرين على الاتفاق على أشياء تتيح المجال لمناقشة القضايا بروح من المسؤولية الوطنية"، وهذا ما يحتاجه لبنان وتقتضيه مصالحه الكبرى. فهمي عماد- بيروت