العالم مشغول هذه الأيام بهمومه الداخلية ومشاكله الماليه، وتريد إسرائيل أن تُشغل العالم العربي بالمبادرة العربية لأنها تعرف اختيار الوقت، فجاء بيريز يُعلن استعداد إسرائيل لمناقشة -ضعوا خطاً تحت مناقشة- المبادرة العربية التي تقدم بها العرب منذ ست سنوات لإيجاد حل للصراع العربي- الإسرائيلي، ثم نام الجانبان على دفء حروفها ولم يتقدموا خطوة واحدة، بل على العكس زادت إسرائيل من بطشها وتعنتها ومن تهويد المدينة المقدسة بوتيرة متسارعة لكسب الوقت، حتى تحقق أقصى ما يمكن تحقيقه من التهويد في فلسطين، وهو ما تراه مكسباً لا يمكن التفاوض عليه، فهم يختارون الزمان والمكان حتى تكون الإملاءات من الجانب الإسرائيلي. كل ما يريده الجانب الإسرائيلي الآن، هو التفاوض مع العرب وعقد صلح معهم مع تجاوز الجانب الفلسطيني صاحب المشكلة الأصلية للموضوع، بل إن البعض يصور المشكلة على أنها مشكلة بين إيران وإسرائيل حتى تأخذ المسائل بُعداً إقليمياً. هاني سعيد - أبوظبي