أوباما "الأفضل للتسوية"... وأولمرت لا يدعم "ليفني" --------- انتخابات الرئاسة الأميركية، والانتخابات البلدية في القدس المحتلة، ومواقف رئيس الوزراء المستقيل إيهود أولمرت من زعماء الأحزاب الإسرائيلية... موضوعات نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة أسبوعية في الصحافة الإسرائيلية. --------- إسرائيل والانتخابات الأميركية: الحدث الأبرز الذي طغى على افتتاحيات الصحف الإسرائيلية هو موضوع انتخابات الرئاسة التي جرت أمس في الولايات المتحدة. وفي هذا الإطار قالت صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها ليوم أمس إن إسرائيل تولي اهتماماً خاصاً بشخصية الرئيس الأميركي المقبل وسياساته نظراً لأن الولايات المتحدة تعد أهم حليف لإسرائيل في العالم، ولأن بين البلدين تاريخا طويلا من الدعم والمساعدة والسياسة والقيم المشتركة، مضيفة أن دور أميركا في هذا التقليد الدبلوماسي يعد الضمانة الأساسية لبقاء إسرائيل. وعلاوة على ذلك، تقول الصحيفة، إن الولايات المتحدة "تحمل مفتاح حل النزاع العربي- الإسرائيلي"، وهي الوحيدة التي تستطيع الاضطلاع بدور "الدرع الدفاعية" ضد التهديدات الاستراتيجية التي قد تحدق بإسرائيل. ولئن أحجمت الصحيفة عن إعلان دعمها صراحة لأحد المرشحين، فإنها شددت بالمقابل على حاجة الولايات المتحدة إلى التغيير، علما بأن التغيير هو شعار حملة أوباما. التغيير هو أيضاً العامل الذي جعل "جاي زيف"، أستاذ العلاقات الدولية بكلية "سانت ماري كوليدج" في ميريلاند، يعتبر في مقاله بعدد أول أمس الاثنين من صحيفة "يديعوت أحرنوت" أن "أوباما هو الأنسب لإسرائيل"، موقف علله كاتب المقال بحاجة تل أبيب الماسة في الظروف الراهنة إلى انخراط فعلي من قبل الولايات المتحدة في عملية السلام العربية- الإسرائيلية، "وليس إلى عبارات تضامن فارغة". وفي معرض تعليله لموقفه الداعم لأوباما، قال "زيف" إن المرشح "الديمقراطي" تعهد بـ"لعب دور نشط والالتزام شخصياً بفعل كل ما أستطيع في سبيل الدفع بعملية السلام إلى الأمام منذ بداية إدارتي". كما أشار إلى أن فريق أوباما لشؤون الشرق الأوسط يضم منسق السلام السابق في الشرق الأوسط دنيس روس، وسفير واشنطن السابق في إسرائيل "دان كورتزر"، والمسؤول السابق في مجلس الأمن القومي "دان شابيرو"، وكلهم أشخاص يتمتعون حسب الكاتب بـ"مؤهلات موالية لإسرائيل" ومعروفون بدعمهم لانخراط أميركي قوي في عملية السلام بين العرب والإسرائيليين، مرجحاً أن يكون لهم دور مهم في إدارة يقودها أوباما. وبالمقابل، يقول "زيف"، إن فريق ماكين يضم أشخاصاً مثل ماكس بوت وريتشارد وليامسون اللذين أعلنا أن اتفاقاً إسرائيلياً فلسطينياً لن يمثل أولوية ملحة في إدارة يقودها "ماكين". وحول الموضوع نفسه كتبت صحيفة "جيروزاليم بوست" في عددها لأول أمس الاثنين، مسلطة الضوء على الاختلافات بين أوباما وماكين بخصوص النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني، والتي أوجزتها في كون أوباما يتبنى مقاربة نشطة من أجل المساعدة على التوصل لاتفاق من دون فرض شروط على الجانبين، ويرى أنه لا ينبغي تقسيم القدس، ويحث الفلسطينيين على "إعادة تفسير" حق العودة حمايةً لـ"هوية إسرائيل كدولة يهودية". أما ماكين، فشأنه في ذلك شأن أوباما، يدعم إنشاء دولة فلسطينية، ولكنه يقول إنه لن يرغم إسرائيل أبداً على تقديم تنازلات لأي أحد يسعى إلى تدميرها، ويعد بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس. "أزمة القدس - أزمة الأحزاب": أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية بالقدس شلومو أفنيري كتب في عدد أمس من صحيفة "هآرتس" مقالاً حول انتخابات منصب عمدة القدس المحتلة انتقد فيه تقاعس الأحزاب وتراجعها عن لعب دورها المفترض في الانتخابات المحلية، وهو ما أفسح المجال في رأيه أمام مرشحين مستقلين لا يُعرف الكثير عن أجندتهم السياسية. وفي هذا السياق قال إن الأزمة في إسرائيل واضحة من خلال انتخابات القدس التي لا يتنافس على منصب العمدة فيها أي مرشح من الأحزاب الإسرائيلية الرئيسية - كاديما، الليكود، العمل. واعتبر أفنيري أن حقيقة أن الاختيار في القدس منحصر بين مرشح أرثوذوكسي متشدد ومرشح يميني قليل الخبرة هو نتيجة "فشل سياسي جسيم"، وهذا يعني -يواصل أفنيري- أن "القدس ... التي يزعم كل السياسيين من جميع ألوان الطيف السياسي (في إسرائيل أنها تمثل أولى أولوياتهم - قد تم التخلي عنها". والحال أن "القدس هي البلدية الأكثر أهمية وحساسية في إسرائيل، بل وفي العالم"، وتتطلب فهماً جيداً للسياسات العربية والإسرائيلية. "أولمرت يفضل نتانياهو": كاتب العمود في صحيفة "يديعوت أحرنوت" أتيلا سومفالفي" كتب في عدد أول أمس الاثنين حول موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي المستقيل إيهود أولمرت من كل من وزيرة الخارجية وزعيمة حزب "كاديما" تسيبي ليفني، ووزير الدفاع وزعيم حزب "العمل" إيهود باراك، وزعيم حزب "الليكود" المعارض بينامين نتانياهو. وفي هذا السياق قال "سومفالفي" إن الذي يجعل أولمرت يفقد أعصابه ويجن جنونه هي أمور يعتبرها شعبوية من جانب منافسيه، كأن يرى نتانياهو يتعهد للإسرائيليين بعدم مناقشة مصير القدس، أو حين يسمع إيهود باراك – الرجل الذي يمقته هذه الأيام – يلجأ إلى "تصريحات فضفاضة" بدلاً من دعمه لخطوات رئيس الوزراء على طريق السلام. وحسب "سومفالفي"، فإن أولمرت لا يحمل رأياً إيجابياً حول شجاعة "ليفني" أو زعامتها. غير أنه إذا اضطر إلى اختيار واحد من هؤلاء الثلاثة، فإن أولمرت سيفضل نتانياهو لأنه على الأقل، كما يعتقد أولمرت، شخص يفهم بعض الأشياء حول الإدارة والتسيير خلافاً لباراك وليفني، اللذين "لا يفقهان شيئا". وإلى ذلك، قال الكاتب إن أولمرت متفائل نسبيا بخصوص المستقبل؛ حيث يرى أن إسرائيل "امبراطورية حقيقية" على الصعيد الأمني، لأنها تتوفر على قدرات قوة عظمى، وعلى الصعيد الاقتصادي، وأقوى دليل على ذلك هو استقرار الاقتصاد الإسرائيلي رغم الأزمة الاقتصادية العالمية. إعداد: محمد وقيف