أولويات الرئيس الأميركي الجديد... وتطوير التعاون بين الصين وتايوان ---------- أولويات أمام الرئيس الأميركي الجديد، والروس والكنديون "يفضلون" أوباما، والصينيون يسعون لتطوير علاقتهم بالتايوانيين... موضوعات نعرض لها ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الدولية. ---------- "آمال معلقة على الرئيس الجديد": خصص "كريس باتين"- المفوض السابق للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، مقاله المنشور يوم الجمعة الماضي بـ"جابان تايمز" لسرد الآمال العالمية المتوقعة على الرئيس رقم 44 للولايات المتحدة. المهمة الأولى لهذا الرئيس، تتمثل، حسب "باتين" في استعادة التنافسية والثقة للاقتصاد الأميركي. والمهمة الثانية الاندماج مع العالم من خلال المنظمات الدولية بحيث تقبل أميركا القوانين التي يتم تطبيقها على الآخرين، وأن تهتم واشنطن بإصلاح الأمم المتحدة، لأن فكرة "نادي الديمقراطيات"، لن تصلح. وعلى الرئيس الجديد إنجاح المؤتمر الدولي المعني بتجديد معاهدة حظر الانتشار النووي، والمزمع عقده عام 2010. ويتعين عليه أيضاً تطوير تقنيات الطاقة النظيفة والتعاون في هذا المجال مع أوروبا والصين والهند، والانضمام إلى معاهدة "كيوتو". ومن الضروري تكثيف الاهتمام بالصين، لأن علاقات بكين مع واشنطن ستكون مفتاح الرخاء في القرن الجديد. "أوباما أم ماكين... أيهما أفضل لروسيا؟": هكذا عنون "روز جوتيملور" مقاله المنشور بـ"موسكو تايمز" الروسية يوم السبت الماضي، قائلاً: إذا فاز باراك أوباما برئاسة الولايات المتحدة، فإنه سيلحق في هذه الحالة بنظيره الروسي ديمتري ميدفيديف كقائد ولد في ستينيات القرن الماضي، أي بعد ما يزيد على عقد من انتهاء الحرب العالمية الثانية، خلال حقبة انشغلت خلالها الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي بسباق تسلح نووي وباستقطابات حادة داخل أوروا “جوتيلمور"، وهو مدير وحدة روسيا وأوكرانيا وأوراسيا بمجلس الأمن القومي في إدارة الرئيس كلينتون، لفت الانتباه إلى سمة مشتركة تجمع بين أوباما وميدفيديف، وهي أن لدى كليهما خلفية مهنية بعيدة كل البعد عن سابقيهما (بوش وبوتين). بوش لم يحارب في فيتنام، لكنه أمضى خلال شبابه وقتا في "الحرس الوطني" بولاية تكساس، وعايش صراعات بالوكالة بين القوى العظمي، كما أن بوتين خدم في الـ KGB بقرية ألمانية صغيرة كانت ضمن الخطوط الأمامية للحرب الباردة. أما أوباما فقد أمضى عقد الثمانينيات في شيكاغو، التي كانت ساحة لمعارك عنصرية، ومع مرور الوقت توقف العنف العرقي لكن بقيت بعض المشكلات، لذا كرس جهوده لتطوير أفكار تركز على صياغة حلول اجتماعية بدلاً من الانهماك في المسائل العرقية. وربما هذا هو السبب الذي يجعل من أوباما -إذا فاز اليوم- قائداً لمرحلة "ما بعد العنصرية". أما "ميدفيديف"، فقد أمضى عقد الثمانينيات في دراسة القانون في ليننجراد، وهي المدينة التي أصبح اسمها سان بطرسبرج، ومهمته كانت دراسة وتدريس القانون، وليس تسلق سلم الهيراركية بالحزب الشيوعي الروسي، وعلى الرغم من أن القانون الروسي يختلف عن التقاليد الانجلوساكسونية، فإنه يشكل نظاماً معرفياً يختلف تماماً عن التقاليد السائدة في الحزب الشيوعي، ولهذا يمكن اعتبار ميدفيديف أول رئيس لروسيا ما بعد الشيوعية. وعلى ضوء ما سبق يمكن لأوباما وميدفيديف البدء في علاقات أميركية- روسية تطوي رواسب الحرب الباردة، وهذا ليس بالأمر السهل. أصوات الروس تعلو منتقدة تمديد النفوذ الأميركي قرب الحدود الروسية، ما دفع الكريملن إلى إرسال طائرات وقطع بحرية إلى فنزويلا، في رسالة للضغط على واشنطن إذا ساندت أوكرانيا أو جورجيا. ويمكن لأوباما دعوة الروس أثناء عودتهم من فنزويلا إلى روسيا للتوقف في القيادة المركزية الأميركية في فلوريدا لمناقشة التهديدات البحرية المشتركة التي يتعين على البلدين التعاون في مواجهتها كالقرصنة. "الموازنة بين الخوف والأمل": اختارت "تورنتو ستار" الكندية هذه العبارة عنواناً لافتتاحيتها أول من أمس، قائلة: "باراك أوباما رسول الأمل الذي يعد بتوحيد صفوف الأميركيين وخوض غمار عالمهم المضطرب... وجون ماكين المحارب القديم، يطرح رؤية للدفاع عن الولايات المتحدة... لكن من سيربح السباق اليوم؟ الأمل أم الخوف؟ وحسب الصحيفة، يفضل الكنديون أوباما رئيساً، لأن فوزه سيطوي صفحة بوش الرئاسية، وسيجسد الحلم الأميركي، ويسكن المخاوف العنصرية ويحفز جيل الشباب الأميركي الجديد... وحسب الصحيفة، فإنه في مجال السياسة الخارجية يعد "ماكين" امتداداً لسنوات بوش، بينما يعارض أوباما - منذ البداية- الحرب على العراق، ويبحث عن مخرج سريع للقوات الأميركية المنتشرة هناك، وينوي توجيه أميركا نحو التعددية واحترام الحلفاء... وعلى الصعيد الاقتصادي يخطط المرشحان لخفض ضريبي وتحفيز الانفاق، لكن الاختلاف الرئيسي بينهما أن أوباما يطالب بضرائب عادلة على صغار المستثمرين والعائلات العاملة بينما ينحاز ماكين للمؤسسات والأغنياء، ويوجه عائدات الضرائب للجيش فقط، بينما ينوي آوباما انفاق آموال الضرائب على التعليم والصحة والبنى التحتية إضافة إلى الجيش. طفرة في العلاقات على مضيق تايوان: في مقاله المنشور أمس بـ"تشينا ديلي" الصينية، لفت "زهو سينجلينج" الانتباه إلى الزيارة التي قام بها الصيني"تشين يونلين" رئيس "اتحاد من أجل العلاقات عبر مضيق تايوان" إلي تايبييه للقاء "تشاينج بنكينج" رئيس "صندوق مضيق تايوان للتبادل"، ضمن لقاء هو الثاني من نوعه لتطوير التعاون بين تايبييه وبكين. الكاتب، وهو باحث بجامعة بكين الاتحادية، أشار إلى أن الجانبين سيوقعان أربع اتفاقيات تتعلق بالرحلات الجوية عبر المضيق وخطوط الشحن البحري والخدمات البريدية والأمن الغذائي وسلامة المنتجات الغذائية. استطلاعات الرأي تشير إلى أن غالبية التايوانيين تدعم مباحثات التعاون مع الصينيين. الكاتب يرى أن المحادثات تأتي كنتيجة طبيعية لتطور العلاقات على ضفتي المضيق، وضمن هذا الإطار، فإنه خلال العام الماضي سافر 320 ألف تايواني إلى الصين، بزيادة نسبتها 31.66 في المئة مقارنة بعام 2006. وفي نهاية العام الماضي بلغ إجمالي من زار تايوان من الصينيين- منذ نهاية الثمانينيات- قرابة 1.86 مليون صيني، ولدى التايوانيين استثمارات في الصين تصل قيمتها إلى 45.6 مليار دولار. هناك ثلاثة خطوط جوية مباشرة بين الجانبين لا تزال قيد الانشاء، وفي ظل غياب خطوط طيران وملاحة بحرية مباشرة بين ضفتي المضيق ستتكبد الشركات خسائر مالية وستخسر مزيداً من الوقت والجهد ومصادر الطاقة. إعداد: طه حسيب