كثيراً ما بدت لي السياسة الأوروبية تجاه الشرق الأوسط، مترددة وحائرة، ذلك أن أوروبا لا تريد أن تتحمل مسؤولية قرار أو موقف يتعلق بهذه المنطقة دون مشاركة الولايات المتحدة. وقد قرأت مقال "أوروبا والشرق الأوسط... عثرات الدور"، لكاتبه محمد السماك، فوجدت فيه إضاءة لجوانب وعناصر مهمة في ذلك الدور، بل كشف لي عن مفارقاته أيضاً؛ فأوروبا التي هي تاريخياً ألصق ارتباطاً وأقرب جغرفياً إلى العالم العربي، صارت مترددة إزاء كثير من قضاياه ما لم يرغب "الشريك" الأميركي! وواحدة من مفارقات هذا الدور وعلاقته الملتبسة بالاستراتيجية الأميركية في المنطقة، ما يذكره المقال من أنه كلما تماهت السياسة الأوروبية مع السياسة الأميركية، تكون أكثر فعالية، ولكن أقل موضوعية وأقل إنصافاً للحقوق العربية. عثمان محمد- جدة