لاشك أن مقالة د. وحيد عبدالمجيد: "مشروع بيريز الجديد... والمبادرة العربية" قد أثارت موضوعاً بالغ الأهمية، ألا وهو المساعي المختلفة لإيجاد تسوية للصراع المزمن في منطقة الشرق الأوسط. ولكن مشكلة هذه المساعي هي أن صدق النوايا في المبادرة العربية يقابله تعنت إسرائيلي وتهرب متواصل يدمن عليه المحتلون الصهاينة في وجه كل استحقاقات عملية السلام. فعندما أعلنت الدول العربية في قمة بيروت قبل ستة أعوام عن مبادرتها ومدت أيديها لعملية سلام الشجعان لم يأتِ رد إيجابي من الإسرائيليين على ذلك، وظلوا يراوغون في مناورات مكرورة لا يبدو أنهم امتلكوا بعد الإرادة السياسية للتخلص منها. وأما ما سماه الكاتب "مشروع بيريز" فهو ليس سوى مظهر من مظاهر تلك المناورة، فما يريده الرئيس الإسرائيلي هو تطبيع مجاني، وتصفية نهائية للقضية دون رد للحقوق الفلسطينية، وهذا مستحيل. أشرف عبدالحميد - القاهرة