لا أعرف إن كان الدكتور أحمد البغدادي في مقاله: "الضياع في عالم الرواية" يريد من الأدباء أن يتخلوا عن استخدام الرمز وقوة المجاز في كتابة الروايات، على نحو تفقد فيه نصوصهم أدبيتها وجماليتها التعبيرية. إذ من المعروف أن مما يميز النص الأدبي، والروائي تحديداً، هو قدرته على التعالي على اللغة العادية في وصف الوقائع والأشياء والناس. وإذا كان كُتاب الرواية يكتبون عن الأوضاع في مجتمعاتهم بلغة مباشرة فما الذي سيميزهم عن غيرهم في هذه الحالة؟ وما الذي سيجعل الطابع الإبداعي ينسحب على ما يكتبون. إنني أعتقد أن هذه النقطة بالذات هي ثنية الوداع بين لغة النص الأدبي وبين لغة البيانات والمناشير العامية العادية. جمعة الزهراني- جدة