استعرض الكاتب الفرنسي باسكال بونيفاس هنا في مقاله: "صفير الملاعب ومأزق الاندماج" بعض التداعيات التي ترتبت على ما قيل إنه تشويش من الجمهور المغاربي على النشيد الوطني الفرنسي، في المباراة الودية التي نظمت بين المنتخبين التونسي والفرنسي منتصف الشهر الجاري، وهي تداعيات وصلت إلى حد إطلاق الرئيس ساركوزي ووزرائه التصريحات والتلميحات مشككين في وطنية المجموعة الفرنسية من أصول مغاربية. وأقل ما يمكن قوله عن هذه الأزمة الإعلامية المفتعلة هو أن الفرنسيين تعاملوا معها بنوع من الحساسية الوطنية الزائدة. وما لم يقله أحد وسط كل تلك السجالات والثرثرات هو أن فرنسا هي آخر من ينبغي له أن يكون حساساً تجاه الرموز الوطنية إلى هذه الدرجة، وذلك لأنها استعمرت بلداننا، وحاربت لغتنا، وسعت بكل الوسائل الممكنة للقضاء على هويتنا. ثم إن صفير الملاعب عادة سيئة معروفة في فرنسا، وليست خاصة بالجالية المغاربية، بل إن جمهور المباراة المذكورة لم يكن كله مغاربياً، من الأساس. عزيز خميس- تونس