ابتزاز سياسي في إسرائيل... ومحاولة احتواء في أفغانستان --------- فشل جهود زعيمة حزب كاديما في تشكيل ائتلاف حكومي في إسرائيل، وخيار الدخول في حوار مع "طالبان" في أفغانستان، وتداعيات الأزمة المالية العالمية على الاقتصاد الياباني، ومؤتمر الأراضي الرطبة في العالم... موضوعات أربعة نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة سريعة في الصحافة الدولية. --------- "جهد ليفني تكلل بالفشل": تحت هذا العنوان نشرت صحيفة "تورونتو ستار" الكندية افتتاحية أفردتها للتعليق على فشل جهود وزيرة الخارجية الإسرائيلية وزعيمة حزب كاديما تسيبي ليفني في تشكيل ائتلاف حكومي، وطلبها من الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز الدعوة إلى انتخابات جديدة يرتقب أن تجرى مطلع العام المقبل. وفي التفاصيل، أفادت الصحيفة بأن ليفني حاولت جاهدة إقناع حزب "شاس" الديني المتطرف بالانضمام إلى ائتلاف حكومي بزعامة كاديما وبمشاركة حزب "العمل"، غير أن تصلب "شاس" حال دون ذلك، ولاسيما بخصوص مسألتيْ دعم أطفال العائلات الكبيرة وعدم اقتسام القدس مع الفلسطينيين. وتقول الصحيفة إن "شاس" تمكن مع ذلك من انتزاع تنازل من ليفني بخصوص مسألة دعم الأطفال، غير أن ذلك لم يكن كافياً لإنقاذ المفاوضات بسبب تصلب الحزب المتطرف وتمسكه بمطلبه بخصوص القدس. الصحيفة أشادت بموقف ليفني الرافض لمطلب "شاس" بخصوص القدس، على اعتبار أن ذلك كان سيقوض كثيراً قدرة يهود إسرائيل الـ5.5 مليون نسمة على التفاوض حول اتفاق للعيش في أمن وانسجام مع ملايين الفلسطينيين الذين يعيشون في إسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة والبلدان المجاورة. وقالت إن الجمهور الإسرائيلي يدعم مقاربة ليفني على ما يبدو، حيث أظهرت استطلاعات للرأي تقدماً طفيفاً لكاديما على حزب الليكود بقيادة بنيامين نتانياهو، الذي يرفض أي تنازل عن القدس وكان متقدماً في استطلاعات الرأي مؤخراً. واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن قرار ليفني المتمثل في رفض "ابتزاز" حزب صغير يحمي خيارات إسرائيل ويبقي على أمل التسوية قائماً. إمكانية احتواء "طالبان": اعتبرت صحيفة "ذا هيندو" الهندية أن الحملة العسكرية التي تقودها القوات الدولية بزعامة الولايات المتحدة في أفغانستان تمنى بالفشل على أكثر من مستوى، مشيرة في هذا الصدد إلى أن حركة "طالبان" تمكنت من الاحتفاظ بشيء من خطورتها، إن لم تكن قد زادتها، وتعمل على تأجيج حركة التمرد في مناطق ما فتئت تزداد توسعاً من حزام البشتون، وإلى أنه على رغم أن هيكلة قيادة الائتلاف باتت أكثر تنظيماً مؤخراً بعد أن وُضعت قوات "الناتو" تحت إمرة جنرال أميركي، إلا أنه ما زال ثمة خلاف متزايد بشأن الاستراتيجية الواجب اتباعها. وفي هذا الإطار، ذكرت الصحيفة أن واشنطن تبدو مصممة على زيادة عديد قواتها وتغيير قواعد الاشتباك من أجل السماح للقوات الخاصة بضرب قواعد "طالبان" في الجانب الشرقي من "خط دوراند"، بينما تصدر عن مسؤولين من بلدان أخرى من "الناتو" بين حين وآخر تلميحات إلى أنه آن الأوان لوضع مخططات للانسحاب. الصحيفة اعتبرت أن من الواضح أنه لا يمكن القضاء على "طالبان" بالوسائل العسكرية فقط، مشيرة في هذا السياق إلى أن القادة العسكريين الأميركيين باتوا مدركين، على ما يبدو، للحاجة إلى تحديد زعماء التمرد الذين يمكن عقد صفقات معهم. ورأت أن ذلك لا يمثل مهمة مستحيلة، نظرياً على الأقل، على اعتبار أن "طالبان" ليست كتلة واحدة بقدر ما هي عدد من المجموعات المتشددة المعقدة والمتداخلة. "الأزمة تطل برأسها في اليابان": صحيفة "جابان تايمز" اليابانية خصصت افتتاحية عددها لأمس الخميس للتعليق على تداعيات الأزمة المالية العالمية على اليابان، مشيرة في هذا الصدد إلى أن بورصة طوكيو لم تسلم من تداعياتها وباتت تهدد حتى الاقتصاد الحقيقي. وعلى سبيل المثال، ذكرت الصحيفة أن مؤشر "نيكاي" انخفض إلى ما دون 7000 في لحظة من اللحظات هذا الأسبوع، وهو أدنى مستوى له منذ 26 عاماً، وأن الارتفاعات الأخيرة للين الياباني مقابل الدولار واليورو أثّرت على الشركات المصدِّرة التي تمثل العمود الفقري للاقتصاد الياباني. وفي هذا الإطار دائماً، أشارت الصحيفة إلى أن وزراء المالية ومديري البنوك المركزية في مجموعة الثماني الكبار أصدروا، في خطوة غير عادية، بياناً مشتركاً يحذر من "التقلب المفرط المسجل مؤخراً في معدل صرف الين وتأثيراته الوخيمة الممكنة على الاستقرار الاقتصادي والمالي"، وأضافت أنه على رغم أن ارتفاع قيمة الين يعني انخفاض تكلفة الواردات من المواد الخام والسلع، إلا أن الارتفاع السريع للين يمكن أن يضر كثيراً بالشركات اليابانية المصدرة للسلع. كما أشارت إلى أن رئيس الوزراء الياباني "تارو آسو" أمر الحكومة باتخاذ إجراءات وتدابير من شأنها إعادة الاستقرار إلى الأسواق، غير أن الصحيفة رأت أن الحكومة تأخرت كثيراً قبل أن تتحرك، مشددة على أهمية أن تسارع باتخاذ خطوات فعالة بخصوص إعادة الهدوء والثقة إلى الأسواق. "مؤتمر الأراضي الرطبة": ألقت صحيفة "كوريا هيرالد" الكورية الجنوبية الضوء على مؤتمر "اتفاقية رامسار" حول الأراضي الرطبة في العالم، وهو العاشر من نوعه الذي يعقد منذ المؤتمر الافتتاحي الذي احتضنته مدينة رامسار الإيرانية عام 1971. وحسب الصحيفة، فإن المؤتمر -الذي تستضيفه منذ يوم الثلاثاء مدينة تشانغوان جنوب شرق كوريا الجنوبية على مدى أسبوع كامل بمشاركة 2000 خبير ومسؤول حكومي من 158 دولة- ينتظر أن يناقش استعمال الأراضي الرطبة في العالم وسبل حمايتها. وفي هذا الإطار، قالت الصحيفة إنه أمر جيد أن يجتمع هذا العدد الكبير من المتخصصين وممثلي الحكومات لمناقشة موضوع يهم مستقبل البشرية في وقت هيمنت فيه الأزمة المالية على الاهتمام العالمي، مضيفة أن "الأزمات التي هي من صنع البشر تذهب وترحل، ولكن الطبيعة معنا دائماً ومستعدة لتوفير فوائد أكبر إن نحن حاولنا إعادة اكتشاف قيمتها، وإن بذلت البلدان المختلفة جهوداً صادقة في سبيل حمايتها". ومن جهة أخرى، أفادت الصحيفة أن المؤتمر سينظر في إمكانية تزكيته لتصنيف المنطقة منزوعة السلاح التي تقسم شبه الجزيرة الكورية إلى شطرين منذ 55 عاماً ضمن قائمة اليونيسكو للمواقع الطبيعية التي تشكل تراثاً عالمياً. إعداد: محمد وقيف