"نيويورك تايمز" تصوت لأوباما... والطاقة النووية تعود للواجهة البحث عن مخرج للأزمة المالية العالمية، و"نيويورك تايمز" تعلن اختيارها "أوباما" كرئىس للولايات المتحدة، والطاقة النووية تعود للواجهة، والاستيطان عقبة آمام السلام في الشرق الأوسط... موضوعات نعرض لها ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الأميركية. "أوباما رئيساً": خصصت "نيويورك تايمز" افتتاحيتها يوم أمس الجمعة لتفصح عن قناعتها بالمرشح "الديمقراطي" باراك أوباما رئيساً للولايات المتحدة، خاصة بعد سنوات الفشل الثماني للإدارة "الجمهورية" الحالية، أوباما أثبت أنه الخيار الأفضل، لتولي منصب الرئيس رقم 44 للولايات المتحدة... في الاقتصاد يتبنى أوباما سلسلة من الإصلاحات التي تحمي رجال الأعمال الأميركيين، وفي الأمن القومي يطالب بسحب القوات الأميركية من العراق لمواجهة "القاعدة" في أفغانستان. أوباما يطالب بإصلاح الأمم المتحدة، في حين يسعى ماكين لتدشين "ناد للديمقراطيات". "... ليس خارج بريتون وودز": تحت هذا العنوان، واصلت "واشنطن بوست" -في افتتاحيتها يوم الخميس الماضي- رصد تداعيات الأزمة المالية العالمية... الصحيفة ذكّرت بأنه قبل 46 عاماً، وتحديداً في مدينة بريتون وودز بولاية نيوهمبشير، التقى 730 مفوضاً ينتمون إلى 44 دولة لمراجعة النظام المالي العالمي بُعيد الحرب العالمية الثانية، ومنع تكرار الكساد العظيم وتسهيل إعادة إعمار أوروبا... وبعد ثلاثة أسابيع من المشاورات، اتفق المشاركون على سعر صرف للعملات مدعوم بالذهب، وحددوا أطراً لمؤسسات مالية عالمية كالبنك الدولي وصندوق النقد. الآن ارتفعت الأصوات المطالبة بتغيير نظام "بريتون وودز"، وهذا ما لوح به نيكولا ساركوزي وجوردون براون. ولمواجهة الأزمة الراهنة، حدد الرئيس بوش يوم 15 نوفمبر لعقد اجتماع يضم قادة الولايات المتحدة وأوروبا واليابان وبعض القوى الاقتصادية الصاعدة ككوريا الجنوبية والصين والهند والبرازيل. النظام المالي العالمي يحتاج إلى إصلاحات، وبمقدور الحكومات القيام بها خلال الأشهر القليلة المقبلة من بينها: عدم استخدام أموال التأمين لتأجيج المنافسة بين البنوك حول الودائع، وإعادة النظر في معايير الإقراض، وتشجيع حرية التجارة والاستثمار خاصة بعد فشل جولة "مفاوضات الدوحة". لكن ثمة حدوداً للتغيير الذي قد يتمخض عنه الاجتماع المرتقب، فأي بنود لإصلاح الوضع الراهن تحتاج إلى جهد من كل دولة على حدة، مما يتطلب إصلاحات قانونية وسياسية، الأمر الذي يحتاج إلى وقت طويل. كما أن اقتراح رئيس الوزراء البريطاني بجعل صندوق النقد الدولي بمثابة آلية للإنذار المبكر للحماية من الأزمات المالية فكرة قديمة تنطوي على عيب يتمثل في عدم قدرة البنك على إلزام البلدان التي تتجاهل تحذيراته. الصحيفة ترى أن الميل إلى تغييرات راديكالية في النظام المالي العالمي، تغفل أمرين: أولهما أن المؤسسات الموجودة حالياً لا تزال مفيدة، فمثلاً صندوق النقد يتفاوض مع باكستان وآيسلندا وأوكرانيا والمجر لإنقاذها من الإفلاس، والثاني أن الولايات المتحدة لا تزال قوة اقتصادية عظمى. وإلى أن يتغلب "اليورو" على الدولار، أو يحل محله كعملة عالمية، يجب أن تظل قيادة الولايات المتحدة لنظام بريتون وودز كما هي. "تناقضات السلام الإسرائيلي": بهذه العبارة عنونت "لوس أنجلوس تايمز" افتتاحيتها يوم الخميس الماضي متسائلة: أولمرت يقول إن مستوطنات الضفة الغربية يجب أن تفكك، فلماذا سمح بنموها؟ الصحيفة تقول إن الافتقار إلى تحقيق تقدم نحو إنجاز اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين يُعد استثناءً من مقولة قديمة مفادها "أن الفشل يتيم والنجاح له آباء كثر". عدم القدرة على حل الصراع الذي يعود إلى عام 1948 له أسباب كثيرة وآباء كثر أيضاً بدءاً من رفض العرب الاعتراف بوجود إسرائيل، وتحالف العرب مع السوفييت لتحقيق التوازن مع التحالف الأميركي- الإسرائيلي. وثمة عقبة أخرى أمام السلام تكمن في المستوطنات اليهودية المنتشرة في الضفة الغربية منذ حرب 1967. اللافت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أصدر خلال الآونة الأخيرة تصريحات مفادها أن إقرار السلام يتطلب إزالة هذه المستوطنات. لكن هذا التصريحات فاقدة الفاعلية ولا تعني أن أولمرت يمهد بها لحل الدولتين، إذ يبدو أن ذلك لا يشكل الآن أولوية لدى الرئيس الأميركي. المستوطنات تنمو بوضوح في الضفة الغربية، ووصل عدد سكانها اليهود 290 ألف نسمة أي بزيادة قدرها 30 في المئة منذ وصول أولمرت إلى السلطة عام 2006، علماً بأن العدد المشار إليه لا يتضمن مستوطنات القدس الشرقية التي يأمل الفلسطينيون أن تكون عاصمة لهم. غير أن المستوطنات ليست العقبة الوحيدة أمام السلام، فالاتفاق بخصوصه سيكون غير محتمل طالما ظلت "حماس"- التنظيم الإرهابي من وجهة النظر الأميركية- تسيطر على قطاع غزة، والذي يرسل رسائل مشوشة حول مسألة الاعتراف بإسرائيل كجزء من أي اتفاق سلام مقبل. مستوطنات الضفة دشنت في الأساس لأغراض عسكرية لكن بعض المتشددين اليهود يعتبرونها "جزءاً من إسرائيل الكبرى". وحسب الصحيفة، لن يقدم بوش شيئاً حول المستوطنات، وربما يستغل أوباما أو ماكين -حال فوز أي منهما في انتخابات الرئاسة الأميركية- تصريحات أولمرت ويطالب تسيبي ليفني بوضع قيود على بناء المستوطنات. إنه واقع صعب لكن شكراً لحكومة أولمرت التي ستخلي مستوطنات ما كان يجب بناؤها من الأساس. "بناء زخم للطاقة النووية": هكذا عنونت "كريستيان ساينس مونيتور" افتتاحيتها يوم الثلاثاء الماضي، مستنتجة أن الطاقة النووية قد تكون آمنة ونظيفة ومصدراً رئيسياً للكهرباء. في العام المقبل، سيكون قد مر على حادثة "ثري ميل أيلاند" ثلاثة عقود، تلك الحادثة التي أدت إلى وقف بناء مفاعلات نووية جديدة. الآن قد مرت ثلاثة عقود آمنة على المفاعلات النووية الأميركية، حيث لم تقع أية حوادث تطال سلامة هذه المفاعلات، مما يعني أن الطاقة النووية ستعود إلى الواجهة. وحسب الصحيفة، فإن الإنشطار النووي يقدم حلاً للولايات المتحدة في مجال الطاقة، ويراعي أيضاً الاعتبارات البيئية، فأولاً لدى الولايات المتحدة 104 مفاعلات يعتمد عليها كمصر يوفر للبلاد 20 في المئة من طاقتها النووية. وبالنسبة للطاقة الشمسية وطاقة الرياح، فإنه من غير الواضح مدى الاعتماد عليهما في إنتاج الكهرباء، وهل بالإمكان اعتبارهما مصدرين متماسكين سواء في الأيام الممطرة أو المشمسة. وثانياً: تعمل المفاعلات النووية دون أن تنتج غازات مسببة للاحتباس الحراري، مما يعطي الطاقة النووية ميزة على الفحم كمصدر محلي رخيص لكنه مفعم بالمشكلات، هذا يجعل الطاقة النووية هي الخيار الأوفر حظاً لضمان إنتاج طاقة نظيفة. المرشح "الديمقراطي" ومنافسه "الجمهوري" يعترفان بأهمية دور الطاقة النووية، حيث يتبنى أوباما سياسة للطاقة تقوم على خليط من المصادر، بينما يطرح ماكين فكرة جريئة تتمثل في بناء 45 مفاعلاً نووياً بحلول 2030. هذا المقترح ليس سهلاً، لأن المصممين النوويين ليسوا الآن الأفضل مقارنة بنظرائهم الفرنسيين واليابانيين، أي أن على الأميركيين استيراد مكونات هذه المفاعلات على الأقل في البداية، كما أن تدشين المفاعلات يستغرق وقتاً طويلاً، فالأمر يتعلق بمشروعات تشييد عملاقة، وتصل تكلفة بناء مفاعل واحد ما بين 7 إلى 11 مليار دولار، ناهيك عن أن تخزين النفايات النووية لا يزال مشكلة. الدعوة لتقليص استهلاك الطاقة وتعزيز إنتاجها من مصادر كالرياح والشمس مسألة ضرورية، ويجب أن تلعب المفاعلات النووية دوراً مهماً في توفير طاقة محلية نظيفة. إعداد: طه حسيب