Foreign Affairs حرب الأيام الخمسة ملفات سياسية عدة تناولها العدد الأخير من دورية Foreign Affairs التي تصدر كل شهرين عن مجلس العلاقات الخارجية الأميركي فتحت عنوان: "حرب الأيام الخمسة" كتب "شارلز كنج" الأستاذ بجامعة "جورج تاون" يقول إن حرب الأيام الخمسة التي دارت بين روسيا وجورجيا خلال شهر أغسطس الماضي، والتي اقتحمت فيها الدبابات الروسية جورجيا بعد المغامرة الحمقاء التي أقدم عليها رئيس الأخيرة بالهجوم على إقليم أوسيتيا الجنوبية الساعي للاستقلال، قد أعادت إشعال شرارة التنافس بين القوى الكبرى على الساحة العالمية، كما أظهرت بجلاء للغرب أن موسكو تسعى جاهدة لاستعادة مكانتها على الساحة الدولية، وأنها عازمة على التصدي للمحاولات الأميركية للتواجد في جوارها القريب الذي تنظر إليه باعتباره مجالها الحيوي وأنها لن تتردد في فعل أي شيء من أجل تحقيق ذلك دون أن تأبه بالمنظمات والمؤسسات الدولية بما فيها الأمم المتحدة، ولا باعتراضات القوى الكبرى. وتحت عنوان: "سياسات الجوع" كتب "بول كوليير" استاذ الاقتصاد ومدير مركز الدراسات الاقتصادية الأفريقية بجامعة أكسفورد، أن ارتفاع أسعار المواد الغذئية بنسبة كبيرة بلغت 83? منذ عام 2005، قد دفع العديد من الخبراء إلى التحذير من وقوع أزمات غذائية، وحالات مجاعة، في عدد كبير من دول العالم الفقيرة، خصوصاً بعد أن وقعت احتجاجات على ارتفاع أسعار تلك المواد في 30 دولة، وأن ذلك يمكن أن يؤدي إلى تداعيات سياسية خطيرة في العديد من البلدان. والكاتب يرى أن حل تلك المشكلة في أيدي السياسيين، القادرين على اتخاذ القرارات اللازمة، التي يمكن أن تحول دون وقوع أزمات غذائية، غير أنه يتعين على هؤلاء الساسة قبل ذلك أن يتخلصوا من التحيزات ضد المزارع الكبيرة، وضد الأغذية المعدلة جينياً، وأن يتخلصوا من الدعم الذي يقدم للمزارعين وأن يبتعدوا عن السياسات الشعبوية الرومانسية وغير المسؤولة التي تعمل على تضليل الشعوب. "المستقبل العربي": ترسيخ التخلف "عودة إلى الحرب الباردة... أم واقع دولي جديد مختلف؟"، ذلك هو عنوان الدراسة الرئيسية في العدد الأخير من مجلة "المستقبل العربي"، حيث يحلل الباحث الفلسطيني عزمي بشارة الواقع الدولي الجديد في ظل تراجع السياسة الأميركية وعودة الحيوية إلى مفاهيم السيادة والأمن القومي في دول كبيرة واثقة من نفسها أمام دولة عظمى واحدة، وهي دول لا تريد أن تسيطر على سياساتها ومقدراتها تلك الدولة العظمى، بل ترغب في وضع حد لهذه السيطرة. ويوضح بشارة أن عهد بوش شهد قمة الأحادية الأميركية، كما شهد تراجعها أيضاً، وهو تراجع لا يتخذ شكل نشوء معسكر بديل يحمل نظرية بديلة، بل يفسح المجال لفاعلية أكبر تضطلع بها الدولة الوطنية، ولإرادة الشعوب أيضاً. ويتناول ديدي ولد السالك "الممارسة الديمقراطية كمدخل لتنمية عربية مستدامة"، ليوضح وجود علاقة قوية بين التنمية والديمقراطية، إذ تشتمل كل منهما على عناصر اقتصادية وسياسية واجتماعية وثقافية، تجعل تحقيق إحداهما بشكل حقيقي وموضوعي يؤدي إلى تحقيق الأخرى. وهكذا تمثل التنمية عاملاً مساعداً مهماً لقيام النظام الديمقراطي، كما تلعب الديمقراطية دوراً مهماً في تحقيق التنمية. وفيما يخص التنمية العربية، يرى الكاتب أنها تواجه تحديات أهمها: انتشار الفساد المالي والإداري، أزمة المديونية، مشكلة البطالة، معضلة الفقر... وحسب رأيه فإن الديمقراطية توفر وسائل فعالة لمواجهة تحديات التنمية، بما في ذلك الآليات السياسية لمعالجة مشكلة الفساد، والآليات الضرورية لضمان الاستقرار السياسي، وشروط تنشيط المجتمع المدني ومؤسساته، علاوة على دورها في تعزيز مبادئ الشفافية والمساءلة وتحقيق المواطنة. وفي دراسة عن "التخلف الآخر في المجتمعات المغاربية"، يعالج محمود الذوادي ظاهرة انتشار استعمال الهاتف الجوال والحاسوب في المغرب العربي، واعتماد اللغة الأجنبية مفتاحاً للتعامل معهما، إلى جانب تهميش اللغة العربية كلياً. ويشير الباحث بمصطلح "التخلف الآخر" إلى حالة الضعف التي أصابت كثيراً من اللغات الوطنية في مجتمعات الجنوب، بسبب حرمانها من الاضطلاع بدور أساسي في تسيير شؤون مجتمعاتها. وهكذا، كما يقول الكاتب، جاء الهاتف الجوال والحاسوب ليرسخا ظاهرة التخلف الآخر في تونس والمغرب والجزائر، حيث أدى غياب اللغة العربية في برمجة وهندسة الهاتف الجوال إلى حرمان المواطن المغاربي من كتابة أو تلقي رسالة نصية قصيرة بحروف لغته الوطنية.