اليابان تجدد التزامها الأفغاني... ومساعٍ أوروبية - آسيوية لتطويق الأزمة المالية الدعم الياباني للقوات الدولية في أفغانستان، ومنح جائزة نوبل للسلام لهذا العام للرئيس الفنلندي السابق مارتي اهتيساري، ودعم كولن باول للمرشح "الديمقراطي" للانتخابات الرئاسية الأميركية باراك أوباما، وانعقاد مؤتمر "اسيم 7" في بكين نهاية هذا الأسبوع... موضوعات نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة سريعة في الصحافة الدولية. "احتياجات الشعب الأفغاني": تحت هذا العنوان نشرت صحيفة "جابان تايمز" افتتاحية أفردتها للتعليق على تمرير "الغرفة السفلى" في البرلمان الياباني يوم الثلاثاء الماضي لمشروع قانون يقضي بتمديد مهمة "قوة الدفاع الذاتي" (الجيش الياباني) في المحيط الهندي، والمتمثلة في تزويد القوات الدولية في أفغانستان بالوقود، لفترة عام، وهو أمر اعتبرته الصحيفة "مؤشراً على التزام اليابان تجاه الجهود الدولية الرامية إلى احتواء الإرهاب". وذكّرت الصحيفة بأن "الحزب الديمقراطي الياباني" المعارض كان قد عارض بشدة مشروع قانون مماثل في جلسة للبرلمان عقب وصول "ياسو فوكودا" إلى السلطة في سبتمبر 2007، مما أدى إلى تعليق مهمة القوات اليابانية لفترة أربعة أشهر وقتذاك، وذلك على اعتبار أن مشروع القانون يخرق دستور البلاد النابذ للحرب، كما قال "الحزب الديمقراطي الياباني". ولكن هذا الأخير وافق هذه المرة، على تمرير مشروع القانون موضوع الحديث "كتكتيك لحرمان رئيس الوزراء تارو آسو من ذريعة لإرجاء حل الغرفة السفلى من أجل تنظيم انتخابات عامة". الصحيفة قالت إن مشروع القانون يمثل دعماً للجهود الدولية لمحاربة الإرهاب، ودعت الائتلاف الحاكم و"الحزب الديمقراطي الياباني" إلى فتح نقاش بهدف تحديد أي نوع من الجهود على اليابان أن تبذلها من أجل مساعدة الشعب الأفغاني على حل مشاكله الاجتماعية والاقتصادية. كما دعت الساسة اليابانيين إلى تحديد احتياجات الشعب الأفغاني ومحاولة تلبيتها. اهتيساري... وسيط لا يكل: صحيفة "ذا هيندو" الهندية سلطت الضوء ضمن افتتاحية لها على خصال وجهود الرئيس الفنلندي السابق مارتي اهتيساري، الوسيط الدولي الذي ساعد على إنهاء عدد من النزاعات في أفريقيا وآسيا وأوروبا، والفائز بجائزة نوبل للسلام هذا العام. وفي هذا الإطار رأت الصحيفة في تتويج اهتيساري اعترافاً بالجهود التي بذلها، وتأكيداً رمزياً للدور المهم الذي اضطلع به منذ أكثر من عقدين في سبيل إنهاء النزاعات وإحلال السلام، مشيرة في هذا الصدد إلى نجاحات اهتيساري في كل من ناميبيا وآتشيه وكوسوفو. واعتبرت أن اختيار اهتيساري اختيار صحيح وموفق في وقت يوجد فيه اعتماد متزايد على جهود الوساطة الدولية من أجل نزع فتيل الأزمات وتخفيف حدة التوتر وتلافي النزاعات، مشيرة في هذا الصدد إلى إنجازين اثنين بشكل خاص رأت أنهما يبرزان مهارات اهتيساري الدبلوماسية وقدراته على حل النزاعات هما: استقلال ناميبيا في1990 في عالم ما بعد الأبارتايد، وتسوية نزاع آتشيه في 2005 في أعقاب تسونامي الذي ضرب البلدان المطلة على المحيط الهندي. وقالت الصحيفة إن الفائز بجائزة نوبل للسلام لهذا العام يعتزم التركيز اليوم على أزمة عالمية سوسيو- اقتصادية هي ارتفاع بطالة الشباب التي يعتبرها اهتيساري "أكبر تحدٍّ يواجه العالم" على اعتبار أنه إذا لم يجد الشباب عملاً فإنهم سيشكلون أهدافاً سهلة "للمجرمين والإرهابيين". "باول" يدعم أوباما: صحيفة "تورونتو ستار" الكندية أفردت افتتاحية للتعليق على إعلان الجنرال كولن باول يوم الأحد دعمه للمرشح "الديمقراطي" للانتخابات الأميركية باراك أوباما، وهو دعم كان له وقع القنبلة في الأوساط السياسية الأميركية نظراً لوزن الرجل الذي يعد رمزاً من رموز "الجمهوريين" حيث سبق له أن عمل في إدارة رونالد ريجان، وكذلك إدارتي بوش الأب والابن كمستشار للأمن القومي ورئيس هيئة الأركان المشتركة ووزير للخارجية. إعلان باول عن دعمه لأوباما جاء في برنامج "ميت ذا بريس" (قابل الصحافة) الذي اعتبر فيه أن أوباما يتمتع بالمؤهلات والشروط اللازمة لتولي منصب رئيس الولايات المتحدة في حين رأى أن المرشح "الجمهوري" وصديقه جون ماكين "غير واثق" بخصوص الاقتصاد، وأن سارة بالين غير مناسبة لتولي منصب نائب الرئيس. بل إن باول لم يتردد في انتقاد الحزب "الجمهوري" نفسه حيث اعتبر أن الحزب بات متطرفاً وغير متسامح في عهد إدارة بوش، وهو ما ألحق ضرراً بالغاً بصورة أميركا ومصالحها، حيث انحدر الحزب إلى أساليب وتكتيكات متدنية من قبيل محاولة تقديم أوباما على أنه شريك للإرهابيين. واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالتأكيد على الأهمية التي تكتسيها آراء ومواقف كولن باول، ورأت أنها قد تساعد أوباما على توسيع تقدمه على ماكين عبر دعم وتعزيز حظوظه مع المستقلين والجمهوريين الليبراليين. اجتماع آسيا- أوروبا: صحيفة "كوريا هيرالد" الكورية الجنوبية كتبت افتتاحية عن المؤتمر السابع بين أوروبا وآسيا، المعروف بـ"اسيم 7"، الذي يعقد بالعاصمة الصينية بكين نهاية هذا الأسبوع تحت شعار "رؤية وعمل: نحو حل مربح للجميع"، ويحضره قادة الدول الـ45 الأعضاء في المؤتمر. أجندة المؤتمر تشمل حسب الصحيفة مجموعة واسعة من المواضيع مثل التعليم والبيئة والطاقة والتنمية المستديمة وحقوق الإنسان وتغير المناخ والأمن الغذائي ومحاربة الإرهاب، إضافة إلى المشكلتين السياسيتين الملحتين في آسيا حالياً: نزاع الحدود التايلندية- الكمبودية وملف كوريا الشمالية النووي. ولكنها توقعت أن تطغى على المناقشات آثار وتداعيات الأزمة الاقتصادية الأميركية. وفي هذا الإطار قالت الصحيفة إن أمواج "التسونامي المالي" لـ"وول ستريت" امتدت إلى أوروبا وآسيا، وإن بأشكال مختلفة، متوقعة أن يكون لقادة البلدان الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وبلدان آسيان الـ10، إضافة إلى دول شمال شرق آسيا كوريا واليابان والصين، الكثير ليقولوه حول المشاكل التي تواجهها بلدانهم، وحول التدابير الجماعية التي ينبغي اتخاذها للتغلب على الأزمة. ولكنها رأت أن غياب الولايات المتحدة يمكن أن يحد من أهمية المؤتمر الذي ينظم على مدى يومين -الجمعة والسبت. وحسب الصحيفة، فإن مسؤولين من المفوضية الأوروبية وسكرتارية منظمة آسيان سيسعون إلى التوصل إلى اتفاقات ذات أهمية، بالنظر إلى الوضع المالي العالمي الحالي، معبرة عن أملها في أن تؤتي جهودهم أكلها، وذلك لأن من شأن مثل هذه الإنجازات أن تحسن وتعزز الثقة في الحكومات والشركات عبر العالم في هذه الأوقات الصعبة. إعداد: محمد وقيف