في مقالته بعنوان "خصخصة التعليم"، دعا الدكتور أحمد البغدادي إلى الفصل في مناهج التعليم، بين العلوم التجريبية والعلوم الانسانية (لا سيما الدينية منها)، وهون من شأن العلوم الأخيرة وعدم الجدوى من دراستها. ونادى بالتقليل من العلوم الدينية بل إلغاء تدريسها لطلاب العلوم التقنية. وحقيقة لو صدر هذا الرأي من غير خبير في شأن التعليم لوجدنا له العذر. فمما هو معلوم أن العالم التجريبي قبل أن يكون كيميائياً أو فيزيائياً، هو إنسان، فلابد من إلمامه بقدر من العلوم الإنسانية بما فيها الدينية يعينه على التواصل مع الآخرين، وأداء دوره في المجتمع. كما أن علماء الدين أو الشريعة لا غنى لهم عن قدر من المعرفة يقفون من خلاله على تطور الحياة ونموها من حولهم. فإرهاق كاهل طالب العلوم التقنية بالمواد الإنسانية أو الدينية ليس أمراً مقبولاً، كما أن تجريد طالب العلوم الشرعية من المعارف العلمية العامة، ليس أمراً محبذاً، ومن ثم درجت الجامعة في كثير من أنحاء العالم على وضع المناهج العلمية بطريقة تتيح للطالب أن يتخير من المواد العلمية أو الإنسانية ما يسد به النقص في معارفه التي ينبغي أن تكون متكاملة، تؤهله لسوق العمل كإنسان وليس آلة صماء. أما اللغة العربية والشريعة الإسلامية التي قلل من شأنها الدكتور، فلها ربّ يحميها! د. أحمد الجلي- جامعة أبوظبي