من الواضح أن العولمة تأخذ بقدر ما تعطي، وذلك لم يكن واضحاً لنا تماماً قبل الأزمة المالية الحالية، إذ كنا نعتقد أنها تأخذ فقط من عالم الجنوب في إطار العلاقات اللامتكافئة للنظام المعولم الجديد، والتي أدت إلى مزيد من إفقار العالم النامي. لكن تبين الآن أن العولمة كانت إلى جانب ذلك مخرجاً مهماً من دائرة الفقر بالنسبة لملايين المواطنين في بلدان نامية مثل الصين والهند والبرازيل والمكسيك، وأنها أعطت الكثير لهؤلاء. وإلى ذلك يبدو أيضاً أن الطمأنينة التي منحتها العولمة لمجتمعات الشمال المتقدم أغرتها بنمط استهلاك ترفي يفوق إمكاناتها، فكانت النتيجة هي الأزمة الحالية الخانقة والتي قد تقتلع اقتصاداتها من جذورها كلياً. خليل بركات- الأردن