إجراءات عاجلة لمواجهة الأزمة المالية، ومصائب الاقتصاد عند "الكرملين" فوائدُ تداعيات الأزمة المالية، وخطط روسيا للتوسع الخارجي اقتصادياً، وزيارة ساركوزي لكندا، والتراشق الإعلامي بين الكوريتين... موضوعات نعرض لها ضمن إطلالة أسبوعية على الصحف العالمية. "أكبر فقاعة في التاريخ" هكذا عنون "نوريل روبيني" مقاله المنشور في "موسكو تايمز" الروسية يوم الخميس الماضي، مستنتجاً أن النظام المالي العالمي يمضي نحو الانهيار، وذلك بعد أن اهتزت البورصات، وأغلق بعض منها أبوابه، وأصاب الفزع أسواق المال والائتمان، التي ارتفعت أسعار فوائدها إلى أرقام قياسية، وتوقف الكثير منها عن الإقراض، كما ساد جو من الترقب والهلع العالم كله، الذي وقف على أطراف أصابعة ليرى ما إذا كانت حزمة الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة والدول الأوروبية سوف تنجح في تحقيق المراد منها أم لا. ويعبر الكاتب عن وجهة نظر مخالفة لتلك التي تقول إن مرحلة الكساد التي يتوقع أن يدخل العالم فيها ستكون قصيرة قدّرها الكثير من الخبراء والمحللين بأنها لن تتجاوز ستة أشهر، وتوقع أن تلك الفترة قد تستمر عامين. ومن رأي الكاتب أيضاً أن حزمة الإجراءات الأولية التي قامت بها الحكومات المشار إليها لن تكون كافية في حد ذاتها، وأن الأمر يحتاج أيضاً إلى سلسلة من الإجراءات، منها إجراء المزيد من التخفيض على فوائد الإقراض، وتقديم ضمانات شاملة على الودائع، وإجراء تخفيض سريع على أعباء الديون العائلية، وتوفير السيولة للمؤسسات المالية المتعثرة، وتوفير حوافز حكومية ضخمة ومباشرة، تشمل تنفيذ برامج المرافق العامة، والإنفاق على مشروعات البنية التحتية، وصرف إعانات اجتماعية للعاطلين، وتخفيف الأعباء الضريبية على ذوي الدخل المحدود. ويؤكد الكاتب في نهاية مقاله أن أي إجراءات تقل عن هذه الإجراءات الراديكالية لن تحمي من انهيار السوق، ومن وقوع أزمة مالية طاحنة، وكساد يعم العالم بأسره، وأن الإجراءات التي اتبعتها الولايات المتحدة وأوروبا ليست سوى الخطوة الأولى، وعليهما أن يواصلا الطريق حتى نهايته. "ساركوزي يفهم الأمور على حقيقتها": تحت هذا العنوان رأت صحيفة "تورنتو ستار" الكندية في افتتاحيتها يوم السبت الماضي، أن الرئيس الفرنسي "نيكولا ساركوزي"، قد أثبت براعة وحصافة سياسية كبيرتين أثناء زيارته الأخيرة لكندا، وخصوصاً عندما ألقى كلمة قال فيها إنه يحترم كندا كأمة.. ونطق كلمة أمة بالإنجليزية هكذا Nation (نيشن) كما يحترم "كيبيك" كـأمة أيضاً، ونطق كلمة أمة بالفرنسية هكذا Nation (ناسيون). بمعنى أن الاثنين يعنيان نفس الشيء بالنسبة له، وأن آخر ما يحتاجه العالم في الوقت الراهن هو الاختلاف والشقاق، وأن فرنسا وكندا دولتان حليفتان، وليس هناك مجال للمفاضلة بين كندا و"كيبيك"، وأن ميل الفرنسيين لكيبيك لا يجب أن يُفسر على أنه يعني النفور من كندا. وأنهى ساركوزي كلمته التاريخية في الجمعية الوطنية الكندية بالقول إن الكنديين أصدقاؤنا والكييبكيين أهلنا. وأنهت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن خطاب ساركوزي سوف يسعد الكنديين أيَّما سعادة، خصوصاً أنهم لا يزالون يشعرون بالمرارة من الكلمات التي قالها الرئيس الفرنسي شارل ديجول بمناسبة الاحتفال بالذكرى المئوية لتأسيس كييبيك عندما أطلق صيحته "تحيا كيبيك حرة"، وهي الصيحة التي أغضبت الكنديين حينئذ، وجعلتهم يشعرون بمرارة تجاه فرنسا استمرت عقوداً طويلة بعد ذلك. *"الروس قادمون وهم مثقلون بالمال": اختار "سيرجي جورييف"، و"إيلي تسفينكي" هذه العبارة عنواناً لمقالهما المنشور في صحيفة "جابان تايمز" اليابانية يوم السبت الماضي، ليشيرا إلى أن الحكومة الروسية تخطط -كما يبدو- لاستخدام الأموال الطائلة المتاحة تحت تصرفها لشراء الأصول الأجنبية خلال الفترة القادمة، مستفيدة في ذلك من الظروف التي خلقتها الأزمة المالية الأخيرة، وأن أولى المحاولات الروسية في هذا الشأن كانت ما أعلنه وزير خارجية إيسلندا من أن روسيا ستقدم لبلاده خمسة مليارات دولار للمساعدة في الجهود الرامية لإنقاذها من تداعيات الأزمة المالية الأخيرة. ويرى الكاتبان أن سبب هذه المساعدة -على الرغم من أن السوق في روسيا لا تزال في حالة من التداعي الحر، وأن البورصة الروسية تغلق أبوابها بشكل روتيني- هو أن موسكو ترى أن الوقت الحالي هو أفضل وقت يمكن فيه شراء أصول أجنبية، يمكن أن تفيدها في تقوية ذراعها الاقتصادية التي سيخدم في الوقت نفسه ذراعها الدبلوماسية. ويرى الكاتبان أن ما يدعو إليه البعض في الغرب في الوقت الراهن من ضرورة فرض ستار حديدي حول روسيا لمنعها من التمدد اقتصادياً بالخارج، يمثل نوعاً من التفكير الذي عفا عليه الزمن، وأن الأفضل هو ترك روسيا تستثمر في الخارج، لأن هذا الاستثمار في حد ذاته سوف يجعلها أكثر ارتباطاً بالاقتصاد العالمي، وسيشكل في حد ذاته قيداً على مغامراتها الخارجية حتى لو كان هذا التمدد الاقتصادي يتم من خلال شركات تسيطر عليها الدولة الروسية بالكامل. *"تهديد لماذا؟": تساءلت صحيفة "كوريا هيرالد" الكورية الجنوبية، في افتتاحيتها يوم أمس التي حملت هذا العنوان، عن ماهية التهديدات التي يدعى نظام "بيونج يانج" أن كوريا الجنوبية قد دأبت على توجيهها لكوريا الشمالية، مشيرةً في ذلك إلى المقالة التي نشرت في صحيفة "رودونج شينمون" الكورية الشمالية دون توقيع، والتي جاء فيها أن كوريا الجنوبية تعمدت في الفترة الأخيرة اتخاذ إجراءات هدفها "النيل من كرامة كوريا الشمالية"، وأن وتيرة تلك الإجراءات قد تزايدت بعد الإشاعات التي ترددت عن مرض الرئيس "كيم يونج إيل". وتساءلت الافتتاحية عن نوعية التهديدات التي تمثلها خطة الطوارئ التي أعدتها سيول، أو التي تمثلها التدريبات العسكرية التي اعتادت إجراءها سنوياً مع الولايات المتحدة، وقالت إن تلك الإجراءات عادية روتينية، ولا يجب أن تدفع كوريا الشمالية، بأي حال، لأن تدعي في صحفها أنها تمثل تهديداً للكرامة الكورية الشمالية، وأنها إذا ما تواصلت، فإنها ستعتبرها بمثابة إعلان حرب ضدها. إعداد: سعيد كامل