خلال ولايته الرئاسية الأولى، تبنى الرئيس بوش خطاباً مدوياً حول نشر الديمقراطية في العالم العربي، كمهمة رسالية ذات أولوية مطلقة بالنسبة للولايات المتحدة... وذلك بعد أن أطلق حربه على الإرهاب وبدأ يعد العدة لغرو العراق. لكن مع مطلع ولايته الثانية طوى بوش كلياً ملف دمقرطة الشرق الأوسط، وأمسك تماماً عن إثارة هذا الموضوع، كما لو أن "التضحيات" الهائلة، خلال ولايته الأولى، وعلى الجانبين، لم تكن الثمن الضروري لتحقيق ونشر الديمقراطية كما قال ذات يوم! وبعد بضعة أسابيع، سيغادر بوش البيت الأبيض، تاركاً وراءه وضع الديمقراطية في الشرق الأوسط على حاله... فمن أجل ماذا إذن تشن الحروب وينتشر الاضطراب والتهديد؟! عبد الكريم ربيع - الدوح