خِطابة "واقعية" في إسرائيل... وديمقراطية اسمية في تايلاند! ----------- مؤشرات إيجابية بخصوص عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وشطب اسم كوريا الشمالية من قائمة البلدان الراعية للإرهاب، واستمرار تدهور الوضع السياسي في تايلاند... موضوعات من بين أخرى نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة سريعة في الصحافة الدولية. ----------- مؤشرات إيجابية في الشرق الأوسط: صحيفة "ذا هيندو" الهندية رأت ضمن افتتاحية عددها أن الأيام القليلة الماضية عرفت مؤشرات تبدد أجواء التشاؤم التي سادت مؤخراً بخصوص آفاق التوصل إلى تسوية سلام نهائي بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وفي هذا الإطار قالت الصحيفة إن تصريحات تشير إلى "واقعية أكبر" بخصوص موقف إسرائيل صدرت مؤخراً عن زعماء إسرائيليين؛ ومن ذلك ما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي المستقيل إيهود أولمرت، وهو الذي بدأ مشواره السياسي كيميني متطرف، من أن على إسرائيل أن تنسحب بشكل كامل من الأراضي الفلسطينية المحتلة، محذراً من أن المزاج الدولي بات يرى أنه إذا لم تتحرك إسرائيل بسرعة من أجل التوصل إلى سلام مع الفلسطينيين، فإنها قد تتحول إلى دولة متعددة الأديان يشكل فيها اليهود أقلية فقط. هذا ضافة إلى تشديد رئيسة الوزراء لإسرائيلية المعينة تسيبي ليفني على الحاجة إلى الدفع بالمفاوضات مع الفلسطينيين إلى الأمام بسرعة والاستمرار في الحوار إلى أن يتم حل جميع المشاكل. وعلاوة على ذلك، رأت الصحيفة أن ليفني حشدت على ما يبدو القوة سياسياً خلال الأيام القليلة الماضية؛ وأن حظوظ تشكيل ائتلاف حكومي ازدادت وتقوَّت كثيراً بعد أن زال تردد زعيم حزب العمل إيهود باراك في العمل معها، مذعنا لواقع السياسة الإسرائيلية؛ حيث بات يرى أن حزب "كاديما" استقطب عدداً مهما من الإسرائيليين الأشكيناز الذين يشكلون عادة قاعدة حزب "العمل". تايلاند... "ديمقراطيون" بالاسم: صحيفة "جابان تايمز" اليابانية علقت ضمن افتتاحية لها على لعبة شد الحبل المتواصلة في تايلاند بين الحكومة والمعارضة؛ حيث اعتبرت أن الوضع السياسي مستمر في التدهور، وأن المعارضة، بعد أن أرغمت رئيس الوزراء السابق على الاستقالة، عمدت إلى تصعيد معركتها للإطاحة بالحكومة في بانكوك والاستيلاء على السلطة. وهو ما أدى، تقول الصحيفة، إلى أسوأ اعمال عنف تعرفها البلاد منذ عقدين من الزمن تقريباً، حيث أسفرت عن مقتل شخص واحد على الأقل وجرح المئات. كما رأت الصحيفة أن المعارضة عازمة على ما يبدو على زعزعة استقرار البلاد وتنفيذ انقلاب آخر، مضيفة أن ذلك لا يليق بالمعارضة التايلاندية التي تسمي نفسها "التحالف الشعبي من أجل الديمقراطية". ورأت أن على الدول الصديقة لتايلاند أن تبعث برسالة واضحة للمعارضة تفيد بأنه لن يُسمح بانقلاب آخر في البلاد، وأن على الأحزاب التايلاندية ان تفهم أنه لا يمكنها ان تقوم بتغيير قواعد اللعبة حين تنهزم في الانتخابات، مضيفة أنه إذا كان السياسيون فاسدين، فلابد من اللجوء إلى القضاء. وتلك هي الطريقة التي ينبغي أن يجلب عبرها التغيير، وليس عبر احتجاجات الشارع وأعمال الشغب. وذهبت الصحيفة إلى أن "الديمقراطيين الحقيقيين" يجب أن يجدوا أرضية مشتركة بين الحكومة وأحزاب المعارضة، وألا يعتمدوا على الجيش لحل المشاكل بالقوة. كوريا الشمالية... "دولة عادية": صحيفة "كوريا هيرالد" خصصت افتتاحية للتعليق على قرار الولايات المتحدة شطب اسم كوريا الشمالية من قائمة الدول الراعية للإرهاب في خطوة تهدف إلى الاستمرار في عملية تفكيك برنامج بيونج يانج النووي. واستهلت افتتاحيتها بالتساؤل: هل تستحق كوريا الشمالية موقفاً كهذا؟ الصحيفة اعتبرت أن ما كان الكوريون الشماليون يقولونه ويفعلونه طيلة السنوات الماضية خلق الشك بدلًا من الثقة، مستطردة: "إذا كنا نتعامل مع الشمال بارتياب زائد، فإننا نتوق لرؤية بيونج يانج تتصرف كبلد عادي يعاملها المجتمع الدولي على هذا الأساس"، مضيفة أن سيئول رحبت بالقرار الأميركي القاضي بإزالة اسم كوريا الشمالية من لائحة الإرهاب، وأنها تستعد لمنح مساعدات إلى "الشمال" عبر إطار المحادثات سداسية الأطراف أو بشكل مستقل. إلى ذلك، قالت الصحيفة إن المحادثات متعددة الأطراف ستستأنف قريباً، على أن تبدأ إجراءات التحقق من قبل الخبراء الأميركيين وخبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية بدءاً من العام المقبل. وترى الصحيفة أنه إذا كان لا أحد يستطيع القول متى ستبدأ المرحلة الثالثة والأخيرة من "تفكيك" برنامج كوريا الشمالية النووي، فإن الحل النهائي للمشكلة سيتوقف على ما إن كانت بيونج يانج تنوي التصرف كدولة عادية خلال المقبل من الأعوام. هايتي في حاجة إلى المساعدة: صحيفة "هيرالد تريبيون" سلطت في افتتاحية لها الضوء على مأساة هايتي الإنسانية، لافتة إلى أن هذا العام كان قاسياً على نحو خاص على هايتي حيث ضربتها أربعة أعاصير قتلت المئات وشردت عشرات الآلاف ودمرت المنازل والطرق والمحاصيل، معتبرة أن وقع هذه الكوارث على هايتي كان عظيماً نظراً لفقر ذلك البلد وضعف بناه التحتية. وأشارت إلى أنه إذا كانت إدارة بوش قد وعدت هايتي بـ10 ملايين دولار من المساعدات العاجلة، فإن الأمم المتحدة وجهت نداء عالمياً لجمع 100 مليون دولار أخرى، متوقعة أن تحتاج هايتي إلى أكثر من ذلك. وقالت الصحيفة إن ثمة شيئاً تستطيع الولايات المتحدة القيام به فوراً "من أجل مساعدة سكان هايتي على مساعدة أنفسهم"، ويتمثل في منح المهاجرين الهايتيين الذين لا يتوفرون على أوراق قانونية في أميركا "وضعاً محمياً مؤقتاً"، حتى يتسنى لهم العيش والعمل بشكل قانوني بينما يكافح بلدهم للخروج من آثار الكارثة الأخيرة. وذلك على غرار الحماية التي منحت على مدى سنوات لعشرات الآلاف من النيكاراجويين، والهندوراسيين، والسلفادوريين وغيرهم ممن ابتليت بلدانهم بالحروب أو الزلازل أو الأعاصير. إعداد: محمد وقيف