تراجع ياباني في ملف اللاجئين... والمراوغة سيدة الموقف الكوري الشمالي سجال حول ملف اللاجئين في اليابان، وتأزم الوضع في أفغانستان، ومستجدات ملف كوريا الشمالية النووية، وتواصل مأساة زيمبابوي، موضوعات نسلط عليها الضوء ضمن إطلالة موجزة على الصحافة الدولية. *لاجئون في اليابان:" تحت هذا العنوان أشارت افتتاحية" جابان تايمز" اليابانية الصادرة أول من أمس الاحد إلى أن عدد اللاجئين المقبولين في اليابان هذا العام ارتفع إلى أعلى معدل له على الإطلاق، حيث بلغ ألف مهاجر وفقا لإحصائيات "الجمعية اليابانية للاجئين"، وأن هذا يعني ارتفاع كفاءة أداء الأجهزة المناط بها التعامل مع موضوع الهجرة إلى اليابان، التي وإن كانت من ضمن الدول الموقعة على اتفاقية 1951، وبروتوكول 1967 المتعلقين بأوضاع اللاجئين، إلا أنها لا زالت تتخلف عن باقي الدول الصناعية والغنية في الوفاء بالتزاماتها بشأن الهجرة وفقا لهاتين الوثيقتين. وأشارت الافتتاحية إلى أن نسبة رفض طلبات الهجرة، واللجوء السياسي، المقدمة إلى اليابان كانت قد وصلت إلى 90 في المئة عام 2007، وهي الأعلى بين الدول الصناعية وفقاً لسِجلات المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، التي أظهرت أيضاً أن اليابان لم تقبل سوى 415 لاجئاً على مدار الخمسة وعشرين عاما الماضية، وأن الأسباب التي كانت سلطاتها تسوقها لتبرير رفض طلبات اللاجئين كانت لا تخرج في الغالب عن الاكتظاظ السكاني، وضعف النمو الاقتصادي، وهشاشة المنظومة القضائية، وهي أسباب غير مقنعة لأنها تنطبق على بلاد أخرى تستقبل أعدادا من اللاجئين سنويا، تفوق ما استقبلته اليابان طيلة ربع القرن الماضي. * "نزع سلاح كوريا الشمالية أمر لا يزال مراوغا": اختارت صحيفة "كوريا تايمز" هذا العنوان لافتتاحيتها أول من أمس الأحد، التي بدأتها بالقول إن شطب اسم كوريا الشمالية من قائمة الدول الراعية للإرهاب، يمثل انتصاراً رمزيا لسياسة حافة الهاوية، التي دأب نظام "بيونج يانج" على اتباعها حيث أن هذا النظام لن يحصل على منافع مباشرة في صورة مساعدات وعون خارجي نتيجة لهذا الإجراء من جانب الحكومة الأميركية، لأن كوريا الشمالية لا تزال تخضع لعقوبات أخرى نتيجة تجاوزاتها في ملفات أخرى مثل انتشار أسلحة الدمار الشامل، وتهريب المخدارات، وتزييف العملة الأميركية، وانتهاكات حقوق الإنسان وغير ذلك من عقوبات. وتتفق الصحيفة مع ما يتوقعه الخبراء حول ظهور عقبات مستقبلية تعترض طريق تنفيذ الاتفاق مع النظام الكوري الشمالي، الذي ينص على تعهد بيونج يانج بالسماح للمفتشين الدوليين بالدخول لمنشآتها ومقابلة علمائها النوويين، ومراجعة وثائقها النووية، مقابل رفع اسمها من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وتتوقع من جانبها أن هذا الموضوع لن ينتهي خلال الفترة القصيرة المتبقية من ولاية بوش الذي ستضطر إلى ترحيله للإدارة القادمة التي ستجد نفسها امام طائفة من الاسئلة المستعصية بشأن مدى جدية نظام بيونج يانج، ومدى التزامه بتنفيذ المطلوب منه لتفكيك برنامجه النووي بالكامل وهي أسئلة ستجد تلك الإدارة صعوبة كبيرة في معرفة إيجابيتها بسبب السرية التي تكتنف تصرفات نظام كيم يونج إيل الذي يعتبر من أكثر الأنظمة غموضاً في العالم. "مسؤولونا لا يتساءلون عن السبب": هكذا عنونت"سيدني مورننج هيرالد" الأسترالية افتتاحيتها أمس الاثنين التي بدأتها بالقول إنه منذ عودة رئيس الوزراء الاسترالي "كيفين رود" من الولايات المتحدة، فإن المقولة التي ما انفك يرددها، والتي تتردد أصداؤها في الوقت الراهن في كافة الأوساط في "كانبيرا" وهي أن الأوروبيين- وتحديدا البريطانيون والفرنسيون والهولنديون- لا يساهمون بالقدر الكافي في إنقاذ الوضع في أفغانستان حيث يتمركزون في المناطق الهادئة في شمال البلاد بعيدا عن المعارك الصعبة التي تدور ضد مقاتلي طالبان الذين يعملون في المقاطعات التي يسكنها البشتون والمتاخمة للحدود مع باكستان المجاورة، وأن القوات الأسترالية العاملة هناك لم تجد أمامها سوى أن تتمترس في مواقعها بسبب عدم معرفتها بما يتعين عليها عمله تحديدا وذلك بعد أن حققت في البداية انتصارات تكتيكية مهمة- وارتكبت أيضاً أخطاء فادحة بسبب عدم العدالة في توزيع المسوؤليات والمهام مع باقي القوات. وأشارت الافتتاحية في هذا السياق إلى ما أعلنه قائد القوات البريطانية في أفغانستان من أن النصر في هذا البلد هو أمر يتعذر تحقيقه وأنه لا بد في النهاية من التوصل إلى تسوية ما مع المتمردين، وهو ما أيده أيضاً وزير الدفاع الأميركي روبرت جيتس الذي يعترف أن هذا يشكل جزءاً من الحل في أفغانستان على أن يكون مقروناً بتعزيز إدارة قرضاي في كابول ودعم قوات الأمن والاستخبارات الأفغانية. وترى الصحيفة أنه يتوجب على رئيس وزراء أستراليا، بدلًا من ترديد الشكاوى، أن يتعاون مع وزير دفاعها على استراداد إيمان الشعب الأسترالي بجدوى مشاركة قوات بلادهم في الحملة من أجل عودة الأوضاع إلى طبيعتها في أفغانستان، التي ترى أنها الميدان الحقيقي للحملة العالمية ضد الإرهاب. "خيانة زيمبابوي": رأت "تورونتو ستار" الكندية في افتتاحيتها يوم الأحد الماضي أن ما يدور في زيمبابوي بعد أن ظل الرئيس "موجابي" وزعيم المعارضة "مورجان تشانجراي" يتنازعان على عدد ومسمى الحقائب الوزارية التي سينالها كل فريق، يعد نوعاً من السفه إذا ما أخُذ في الحسبان أن الشعب في هذا البلد يتضور جوعاً إلى الدرجة التي دفعت المنظمات المختصة في الأمم المتحدة إلى المطالبة بتخصيص 140 مليون دولار إضافي في صورة مساعدات غذائية لهذا البلد الذي يعاني إلى جانب خطر المجاعة من سوء الحكم، و الانهيار الاقتصادي، والتضخم الرهيب، وانتشار الإيدز. وتشير الافتتاحية إلى أن "موجابي" الذي قاد البلاد إلى هذه الأزمة الطاحنة، والذي أُعيد انتخابه من خلال انتخابات مزورة، والذي أجبره الضغط الدولي على التوصل إلى صفقة لتقاسم السلطة مع المعارضة، لا يزال يماطل في الوقت الذي تغرق فيه البلاد تدريجياً في هاوية ما لها من قرار، وهو ما يكشف بوضوح عن زيف إدعاءات الرجل بأنه زعيم وطني ورائد للاستقلال، وأنه ليس سوى رجل يسعى إلى التشبث بالسلطة، وإلى البقاء فيها حتى وإن كان ذلك على حساب شعبه. إعداد: سعيد كامل