ليسمح لي الدكتور السيد ولد اباه إذا قلتُ إن لديّ توصيفاً مختلفاً لذلك الذي قدمه في مقالته القيمة: "أزمة فتوى... أم مشكلة تأويل؟"، ذلك أنني أرى أن مشكلة الفتاوى المثيرة للجدل التي طلعت على الناس من بعض الفقهاء خلال الفترة الأخيرة، ليست في بعدها النصي التأويلي، وليت الأمر كان كذلك، لأن علاجه كان سيصبح أسهل وأيسر. وإنما تكمن المشكلة الكبرى في التوظيف السياسي للأمور الدينية، ومحاولة فرض رؤى خاصة على الناس، هي في المحصلة نتيجة اجتهادات فقهية، بزعم أنها من أصول الدين وأحكامه، أو أنها مما هو معلوم منه بالضرورة. ومثل هذه الطريقة من الخلط بين النصي الديني والدنيوي الزمني السياسي، عانت منها مجتمعاتنا العربية منذ بدايات عصر النهضة العربية منذ قرابة قرن ونصف. وما لم نتمكن من تجاوزها فسيظل الاشتباك قائماً بين الأمرين، ومن ثم ستبقى أزماتنا الدينية والسياسية تتوالد، ويؤدي بعضها إلى بعض. وليد عبد القادر – القاهرة