الأزمة المالية تخدم أوباما... و"حظر الانتشار" يدخل مرحلة الأسئلة! ---------- مستقبل الحرب في أفغانستان، ومصادقة الكونجرس الأميركي على الاتفاق النووي بين الهند والولايات المتحدة، وتقدم المرشح "الديمقراطي" في الانتخابات الأميركية باراك أوباما في استطلاعات الرأي... موضوعات من بين أخرى نستعرضها بإيجاز ضمن قراءة سريعة في الصحافة الدولية. ---------- "انتصار أفغاني صعب المنال": تحت هذا العنوان نشرت صحيفة "تورونتو ستار" الكندية افتتاحية خصصتها للتعليق على ما نقلته صحيفة "صانداي تايمز" البريطانية عن قائد القوات البريطانية في أفغانستان، العميد مارك كارلتون سميث، من أن قوات التحالف الدولي لن تفوز في هذه الحرب، وأن أفضل السيناريوهات يتمثل في بناء الرئيس الأفغاني حامد قرضاي لجيش فعال يمنع عودة "طالبان" ويرغمها على "الحديث حول تسوية سياسية". وعزت الصحيفة أسباب "هذا الظهور المفاجئ للواقعية العسكرية البريطانية" إلى حقيقة أن باراك أوباما أو جون ماكين سيدخل قريباً البيت الأبيض، وأن كليهما يهددان بتصعيد الحرب في أفغانستان، في حين يأمل البريطانيون وحلفاء آخرون أن يركز الرئيس الأميركي الجديد على الدبلوماسية والمساعدات، على أن يسعى الجيش، كما يرى كارلتون سميث، لتقليص النزاع إلى "مستوى من التمرد يمكن التحكم فيه، ولا يشكل تهديداً استراتيجياً ويمكن أن يتغلب عليه الجيشُ الأفغاني". كما رأت الصحيفة أن على المحافظين الحاكمين في كندا الإحجام عن الحديث عن "الفوز" في الحرب، والتركيز بدلًا من ذلك على الدبلوماسية والتدريب والمساعدات، محذرة من أن من شأن عودة "طالبان" أن تلحقق الضرر بما تحقق، وتجعل البلاد مرة أخرى تربة خصبة للإرهاب. حظر الانتشار... مفترق طرق: صحيفة "ذا جابان تايمز" علقت ضمن افتتاحية عددها ليوم أمس على مصادقة الكونجرس الأميركي على اتفاق نووي بين الهند والولايات المتحدة يسمح لهذه الأخيرة بتصدير الوقود والمفاعلات والتكنولوجيا النووية إلى الهند من أجل الاستعمال السلمي. واعتبرت الصحيفة الاتفاق، الذي دخل تم توقيعه يوم الأربعاء من قبل الرئيس جورج بوش، اعترافاً بالهند كدولة ممتلكة للسلاح النووي، وهو ما يقوض بالتالي نظام اتفاقية حظر الانتشار النووي. وحسب الصحيفة، فعلى رغم أنه يُفترض ألا تساعد الدول النووية الخمس الأعضاء في اتفاقية حظر الانتشار النووي -الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين- الدول غير الموقعة على اتفاقية حظر الانتشار النووي على تطوير قوة نووية، إلا أن الأعضاء الـ45 في "مجموعة المزودين النوويين"، ومنهم اليابان، وافقوا بالإجماع على منح الهند إعفاءً استثنائياً؛ حيث وافقت على ذلك طوكيو شريطة استمرار الهند في الالتزام بتعهدها بتعليق التجارب النووية. غير أن الاتفاق الذي وافق عليه الكونجرس الأميركي، لا يحتوي على بند يوقف التجارة النووية مع الهند في حال قامت هذه الأخيرة باستئناف تجاربها النووية. الصحيفة قالت إن الولايات المتحدة سعت وراء هذا الاتفاق على ما يبدو من أجل توسيع تجارتها النووية، وتحقيق الهدف الاستراتيجي المتمثل في جعل الهند وزناً مضاداً للصين في المنطقة؛ غير أنها رأت بالمقابل أن الاتفاق يعكس ازدواجية معايير الولايات المتحدة؛ وأن الاعتراض على التطور النووي لكوريا الشمالية وإيران قد يفقد، بالتالي، قوته المعنوية. واختتمت افتتاحيتها بالقول إن فرنسا وقعت اتفاقا مماثلاً مع الهند في أواخر سبتمبر، وإن باكستان تريد معاملة مماثلة من قبل الولايات المتحدة، وهو ما يضع اتفاقية حظر الانتشار النووي في مفترق طرق. الأزمة المالية... وتقدم أوباما: صحيفة "ذا هيندو" الهندية سلطت الضوء ضمن افتتاحية لها على تقدم المرشح الرئاسي "الديمقراطي" باراك أوباما على منافسه "الجمهوري" جون ماكين في استطلاعات الرأي الأخيرة، معتبرة أن الأزمة المالية ساعدت أوباما على تحقيق تقدم مريح يقدر بما بين 5 و9 نقاط مئوية في استطلاعات الرأي. وقالت الصحيفة إنه إذا كان رد أوباما على حزمة الإنقاذ المالي لم يبهر الخبراء والناس العاديين، فإن رأي الجمهور فيه يبدو أفضل من رأيه في ماكين، الذي يبدو أنه لا علم له بحجم ودرجة تعقد الأزمة، كما تقول. وعزت تقدم أوباما بالأساس إلى تغير مهم في موقف الناخبين الذين باتوا يشعرون بأنه قادر على التعاطف مع ملايين الأميركيين الذين يخشون فقدان وظائفهم واستثماراتهم ومنازلهم. وعلاوة على ذلك، ترى الصحيفة أن "ماكين لم يساعد نفسه"، على اعتبار أنه في الوقت الذي كان يُنظر فيه إلى الأفكار "الجمهورية" بشأن تحرير الأسواق ورفع القيود عنها باعتبارها هي السبب الرئيسي للأزمة الحالية، فإن ماكين دافع عن السياسات القديمة قبل أن ينتقل إلى "الشعبوية والمواقف المسرحية". كما رأت أن طريقة تصرفه خلال أوج الأزمة أعادت لفت الانتباه إلى اختياره لسارة بالين لترافقه في السباق الانتخابي، وهي خطوة بدت جيدة في ذاك الوقت، ولكن سرعان ما بات يُنظر إليها اليوم، حتى من قبل المعلقين المحافظين، على أنها تصرف طائش وغير حكيم، متوقعة أن تشكل بالين عبئاً ومصدر إحراج بالنسبة لحملة ماكين. احموا هذه الثدييات: صحيفة "تشاينا ديلي" دقت ناقوس الخطر ضمن افتتاحية طريفة لعددها أمس الخميس، محذرة من الخطر المحدق بعدد كبير من الحيوانات الثديية المهددة بالانقراض في العالم، ومتأسفة لكون الاهتمام الذي يبديه زعماء العالم للأزمة الاقتصادية العالمية واقتراح مخططات للإنقاذ لا يوازيه اهتمام مماثل بـ"أزمة ثدييات العالم" ومخططات لإنقاذها. وفي هذا الإطار أفادت الصحيفة بأن دراسة مهمة للحيوانات البرية في العالم حذرت من أن 1141 على الأقل من الأنواع الحيوانية الـ5487 المعروفة من الثدييات مهددة اليوم، وأن 188 منها مصنفة ضمن فئة الحيوانات التي تواجه خطراً كبيراً جداً، ومنها الدلفين الصيني النهري، الذي يعيش في نهر يانجتز الصيني فقط. وأفادت الصحيفة أن "الاتحاد الدولي للمحافظة على الطبيعة" يضم 1700 خبير من 130 دولة، وأن تقريره أكد التأثيرات الخطيرة لتدمير الغابات والقنص والصيد غير المنظمين والتلوث وتغير المناخ على أعداد وأنواع من هذه الفئة من الحيوانات. وفي ختام افتتاحيتها اعتبرت الصحيفة أن المعطيات التي أعلن عنها "الاتحاد الدولي" ينبغي أن تدفع البلدان الى إظهار الإرادة السياسية لتعزيز خطط واستراتيجيات الحفاظ على مثل هذه الأنواع الحيوانية. إعداد: محمد وقيف