شكلت جولة وزير الخارجية الفرنسي خلال الأيام الأخيرة في الأراضي الفلسطينية وإسرائيل مسعى سياسياً من الاتحاد الأوروبي، التي تتولى فرنسا الآن رئاسته الدورية، لتحريك جمود الوضع السياسي في المنطقة، ولإعادة الحديث عن عملية السلام الموءودة، منذ عدة سنوات بفعل التنكر الإسرائيلي لجميع الاستحقاقات، وضعف المجتمع الدولي حيناً، ومحاباته أحياناً للمحتلين الصهاينة. غير أن هذا المسعى الأوروبي على رغم إيجابيته والحاجة الإقليمية الماسة إليه، يبدو كما لو كان مسعى ضائعاً، أو في الوقت الضائع. وذلك لأن واشنطن مشغولة الآن، والإدارة الحاكمة هناك تستعد للمغادرة النهائية من المشهد السياسي، وأيضاً لأن أوروبا فشلت حتى الآن في أن تكون عندها مقاربة سياسية خاصة في الشرق الأوسط مع أنها هي أكبر المساهمين مالياً في دعم عملية السلام فيها. ومن هنا وحتى تعرف أوروبا كيف تخرج من عباءة الموقف الأميركي فإن دورها سيبقى هامشياً، أو داعماً في أحسن الأحوال. وائل عقيل - بيروت