أعتقد أن كل من يتابع المناظرات التلفزيونية التي تُجرى من حين لآخر هذه الأيام بين مرشحي الانتخابات الرئاسية الأميركية سيستنج أن السابق الآن هو على إغراق الناخبين بالوعود البراقة، وتلميع سراب أجندات المترشحين وجماعات الضغط التي تقف خلفهم في النهاية. وفي المقابل إطلاق التهم المرسلة العائمة إلى المنافس لتنفير الناخبين منه ومن برنامجه الانتخابي، بطريقة لا تخلو أحيانا من تحامل وإسفاف. ومع ما في مثل هذه المناظرات من مظاهر إيجابية وصحية، لجهة دلالتها على محاسن الديمقراطية الأميركية، وتنويرها للجمهور العريض حول قضايا تخص بلده، إلا أنها في حيثيات إخراجها الإعلامي، تكاد تتحول إلى نوع من المشهدية أو "الشوْ" إن جاز التعبير. هذا حتى لا نقول إنها تكاد تكون حالة استعراض، أو أوبرا سياسية مجانية، على الهواء. منصور زيدان – دبي