تحت عنوان "الشرق الأوسط بين ماكين وأوباما"، قرأت يوم الاثنين الماضي مقال باتريك سيل، وفيه استنتج التالي: (على نقيض ماكين، يبدو أوباما أكثر تفهماً لأهمية بناء جسور التفاهم والتواصل بين أميركا والعالم العربي الإسلامي. وهذا هو ما دفعه إلى وضع حل النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني في قائمة أولوياته المبكرة. وعلينا أن ننتظر لنرى ما إذا كانت هذه الأهداف ستصمد أمام ضغوط السلطة وقيودها). "سيل" ربما بنى استنتاجه على تصريحات لكلا المرشحين، طفت على السطح خلال الآونة الأخيرة. لكن تتجه السياسة الأميركية- خاصة الخارجية- إلى أنماط واضحة يصعب الخروج عنها، فهناك حماية المصالح الأميركية، خاصة في ظل مواجهة الإرهاب، أمن مصادر الطاقة وحماية إسرائيل وتمديد التفوق الأميركي على بقية دول العالم لأطول وقت ممكن. قد تكون ثمة فروقات واضحة بين رؤية أوباما وماكين للمنطقة، لكن هذا لا يعني أن نتوقع من أيهما تغييراً جذرياً في سياسة واشنطن، فالمشروع العراقي متواصل رغم الضغوط والانتقادات، وسلام الشرق الأوسط يراوح مكانه، والحديث عن الديمقراطية في الشرق الأوسط بدأ يخبو شيئاً فشيئاً. لا أحد يستطيع تفضيل أحد المرشحين على الآخر، إلا وفق اعتبارات محدودة كعنصر السن مثلاً. فادي شاهين- دبي