"حكمة" أولمرت الأخيرة... وليفني أمام التحدي الإيراني تطورات قضية الجندي الإسرائيلي الأسير في قطاع غزة، وتصريحات إيهود أولمرت حول ضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية المحتلة، ودور الوكالة الدولية للطاقة الذرية في لفت انتباه المجتمع الدولي إلى الدول ذات الطموحات النووية... موضوعات نعرضها بإيجاز ضمن قراءة موجزة في الصحافة الإسرائيلية. صفقة شاليط: صحيفة "هآرتس" سلطت الضوء ضمن أحد تقاريرها لأمس الثلاثاء على تحذيرات المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين من أن الوقت لعقد صفقة بشأن إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير في قطاع غزة جيلعاد شاليط بدأ ينفد؛ ومن أنه كلما مر الوقت، كلما ازداد احتمال تعقد الأمور أكثر وازداد خطر تضييع فرصة عودة شاليط إلى إسرائيل. وفي هذا الإطار قال "عاموس هاريل" و"آفي اسحاقروف" إن المسؤولين الإسرائيليين يعتقدون أن حماس ستعمد إلى رفع الثمن التي تطالب به مقابل الإفراج عن شاليط كلما مر الوقت؛ ونقلت في هذا الإطار عن مسؤول أمني قوله: "لا بد من أخذ الكثير من الأمور في عين الاعتبار ... فالهدوء في قطاع غزة يمكن أن ينفجر؛ والمصريون قد يقلصون انخراطهم في المحادثات للتركيز أكثر على المواضيع الداخلية؛ كما يمكن أن يقوم أحد حراس شاليط بإيذائه، بل قد تكون هناك مضاعفات للزكام لا يعرفون كيف يتعاملون معها على النحو المطلوب في المستشفى". الصحيفة أشارت إلى أن المناقشات التي جرت في إسرائيل بخصوص السجناء الفلسطينيين، الذين يمكن الإفراج عنهم مقابل شاليط تضمنت أسماء "إرهابيين" ممن ارتكبوا هجمات كبرى في أوائل التسعينيات، ونقلت عن مسؤول أمني إسرائيلي قوله للصحيفة متحدثاً عن أسر الجندي الإسرائيلي: "كان ثمة قصور والآن حان الوقت لدفع الثمن، حتى وإن كان ذلك يعني إطلاق سراح إرهابيين قتلة". "حكمة أولمرت المتأخرة": المحلل السياسي الإسرائيلي "بي. مايكل" كتب في عدد الجمعة من صحيفة "يديعوت أحرنوت" حول الحوار الصحفي الذي كان رئيس الوزراء الإسرائيلي المستقيل إيهود أولمرت قد خص به الصحيفة الأسبوع الماضي، واعترف فيه بضرورة انسحاب إسرائيل من كل الأراضي الفلسطينية تقريباً، بما في ذلك القدس الشرقية ومرتفعات الجولان. الكاتب اعتبر مقابلة أولمرت مثيرة للغضب على اعتبار أنه لم يدل بتصريحاته تلك "إلا قبل لحظات على مغادرته الساحة السياسية، وبعد عامين ونصف العام على وصوله إلى السلطة، وبعد 30 شهراً لم يقم خلالها بشيء للدفع بكل الأفكار الجميلة التي ناقشها في الحوار"، مضيفاً أنه "خرج علينا فجأة لتحذيرنا وتقديم النصح والمشورة ورسم طريق واكتشاف أفكار "جديدة"، هي في الواقع معروفة منذ وقت طويل". الكاتب انتقد بشدة أولمرت لأنه لم يقم بشيء في سبيل تحقيق الأفكار التي عبر عنها في حواره الصحفي أو الدفع بها إلى الأمام، مضيفاً أن العكس هو الذي حدث؛ حيث تجذر الاحتلال وازداد الاستيطان وتضاعف المرض الذي يهدد بموت إسرائيل، كما يقول؛ "واليوم فقط، حين بات من الواضح أنه لا يستطيع فعل أي شيء ، قرر أن يصبح بطلًا الآن فقط حين حزم حقائبه". ليفني وإغراء توجيه ضربة لإيران: صحيفة "هآرتس" أفردت افتتاحية عددها لأول أمس الاثنين لاستشراف الطرق التي يمكن أن تتعامل بها رئيسة الوزراء المعينة مع "التهديد" الإيراني، في إشارة ضمنية إلى برنامج طهران النووي. وفي هذا الإطار قالت الصحيفة إن المحللين وكتاب الأعمدة في إسرائيل يتحدون ليفني منذ الأسابيع القليلة الماضية بسؤال حول ما إن كانت تتحلى بما يكفي من الشجاعة والتصميم لاتخاذ "قرارات حاسمة حول إيران ـ في إشارة مهذبة إلى قرار بشأن عمل عسكري. وقالت الصحيفة إن ثمة تخوفات متزايدة من أن تواجه ليفني ضغوط ـ وإغراء ـ إصدار الأمر بتنفيذ عمل عسكري ضد إيران، في محاولة لإزالة أي شكوك بخصوص قدرتها على قيادة البلاد والتعاطي مع الضغوط؛ وذكرت في هذا الصدد بأنه من بين الانتقادات الرئيسية التي وُجهت لليفني خلال حملتها افتقارها للتجربة في تولي أمور القوات العسكرية واتخاذ القرارات بخصوص الأعمال العسكرية. الصحيفة نصحت ليفني بفعل كل ما في وسعها، في حال تمكنت من تشكيل الحكومة، حتى لا تستسلم لإغراء عملية عسكرية ضد إيران، مشددة على ضرورة إعمال العقل وتقدير العواقب حين اتخاذ القرارات بشأن إيران استنادا إلى تقييم الوضع الاستراتيجي، لأن الاختبار الذي ينتظر ليفني "ليس هو قدرتها على إصدار الأمر لسلاح الجو الإسرائيلي بالإقلاع، وإنما هو السلطة التقديرية التي تُظهرها في التعامل مع التهديد الإيراني والدعوات لاستعمال القوة ضده". "دق ناقوس الخطر": تحت هذا العنوان نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" في افتتاحية عددها ليوم الخميس، والتي خصصتها للتعليق على تحذيرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية بخصوص برنامج إيران النووي. واستهلت الصحيفة افتتاحيتها بتفنيد ما صدر عن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد خلال الخطاب الذي ألقاه الأسبوع الماضي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة من أن برنامج بلاده النووي سلمي، وإن الوكالة الدولية للطاقة الذرية سبق أن "أكدت هذه الحقيقة مرارا". وهكذا، نفت الصحيفة أن تكون الوكالة الدولية قد قالت شيئاً من هذا القبيل، مضيفة أن هذه الأخيرة قدمت الشهر الماضي في اجتماع مغلق لمجلس أمنائها وثائق وبيانات تظهر أن إيران تحاول تطوير صاروخها طويل المدى "شهاب 3" بحيث يصبح قادراً على حمل رؤوس نووية. كما نقلت الصحيفة عن مدير الوكالة محمد البرادعي قوله إن على إيران أن تتيح لمنظمته إمكانية "الوصول إلى الوثائق والأفراد الذين لهم علاقة بالموضوع"، مضيفة أن البرادعي تحدث الأسبوع الماضي عن "قائمة كاملة من البلدان التي تمتلك المكونات اللازمة لصنع سلاح نووي في ظرف بضعة أشهر حيث تمتلك مواد انشطارية أو الوسائل التقنية اللازمة لخلقه"، محذرا من أن إيران "ماضية أيضاً على هذا الطريق". واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن الوكالة الدولية تخوض معركة قوية بينما تحاول منع الدول المارقة من تحقيق أهدافها النووية، مضيفة أن ما تستطيع فعله هو لفت الانتباه إلى التهديدات الرئيسية والمطالبة بتركيز بجهود دولية أكبر وأكثر تنسيقا، و"ذاك بالضبط هو ما تقوم به اليوم في حالة إيران". إعداد: محمد وقيف